وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ان أحداً لا يستطيع ان يرفض هذا التأثير حيث لا يمكن افتراض قدرة الإسلام على مواكبة العصر ومستجداته إذا لم نقبل بقدرته على التكيف مع مقتضيات العصر ومستجداته. و لكن السؤال الأهم هو درجة هذا التأثير ونوعه. هناك مستويان للتأثير: المستوى الأول: التأثير على أصل الحكم الشرعى وتغييره أو تعديله، مثال ذلك أن يصبح شرب الخمر حلالاً، والربا مباحاً، والاختلاط الجنسى مشروعاً وما شاكل ذلك. المستوى الثانى: التأثير على موضوعات الاحكام وتطبيقاتها الخارجيّة، فالسينما تصبح مشروعة، والبنوك تتحوّل إلى شركات مضاربة، والخدمة العسكرية للدولة تصبح واجبة، والقتل يصبح شهادة‌ مباركة‌ والمشاركة السياسية تصبح عملاً عبادياً وما شاكل ذلك. اننا في المستوى الأول نواجه إلغاءاً للحكم الشرعي ومسحاً له، وهذا ما يعتبر تجاوزاً على الشرع وخروجاً عن الأصالة، وهو مرفوض في نظرية أهل البيت إجمالاً وتفصيلاً. اما في المستوى الثاني ‌فاننا نواجه تحولاً في الواقع الخارجى‌ وتبدلاً فى‌عنوانه الأمر الذي يفرض طبيعياً تغيراً فى‌الحكم الشرعى، لأن الاحكام ثابتة على موضوعاتها وعناوينها، فاذا تحوّلت الأداة السينمائية إلى فرصة تربية أو ترويح نفسي ‌غير ملوّث فانه ستصبح مشروعة بطبيعة الحال، وهكذا في الامثلة الباقية. ان نظرية ‌أهل البيت (عليهم السلام) تؤمن بدور الزمان والمكان فى‌عملية الاجتهاد واستكشاف ‌الحكم الشرعى القائم على موضوعه، بل تعتبر ان عدم الاعتراف بهذا الدور وفى‌هذا المستوى لا يعدو أن يكون تحجراً وتعاملاً حرفياً جافاً مع أحكام الشريعة بعيداً عن فهم أهدافها وغاياتها.