وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(396)ـ الدولة وأخذوا يحملونها للعالم. وكان من جراء هذه الثقافة الغربية والشرقية ان تركز في أذهان المسلمين قياس حال مجتمعهم وواقعهم ودينهم على المجتمع الأوروبي الغربي والشعوب الأوروبية الشرقية والغربية والدين النصراني قياسا شموليا مغلوطا لمجرد الاشتراك في ألفاظ الأسماء، ولذلك قاموا ينادون بفصل الدين عن الدولة وبأن الدولة الإسلامية رجعية، على اعتبار أنها دولة دينية روحية تتمثل فيها الكهانة التي تحول دون التقدم والعلم. والحقيقة ان هناك فرقا بين الدولة الدينية الروحية والدولة الإسلامية وانه لا يوجد أي تشابه بينهما مطلقا، بل بينهما التناقض، وذلك لأن الدولة الدينية الروحية دولة إلهية مقدسة تستمد سلطتها من الله ولا يجوز لأحد محاسبتها، بخلاف الدولة الإسلامية فإنها ليست اليهة ولا مقدسة وتستمد سلطتها من الأمة، وسيادتها من الشرع فهي منفذة للشرع وليست حاكما مقدسا. وأوامر الدولة الإسلامية أحكام شرعية تتبناها من الفقه الإسلامي وهي آراء وأفكار وأحكام إسلامية تقبل المناقشة. ومن هنا لم يكن في الإسلام شيء يسمى الدين وشيء يسمى الدنيا ولا حاجة إلى ما يسمى رجال دين، بل كانت ضرورة الحياة المادية تقضي بمحاربة وجود الكهانة ورجال الدين بين الناس، لأن الروح إدراك عقلي لصلة الإنسان بالله، وهو ملك لجميع بني الإنسان وليس لأحدهم فضل على الآخر فيه إلا بالتقوى. ومن الطبيعي لم توجد لدى الإسلام دولة دينية روحية بالمفهوم الغربي ولا هي سلطة زمنية، وإنّما هي دولة للحكم على عقيدة ثابتة وقيادة فكرية تنبثق عنها أنظمة الحياة التي تنفذها الدولة. وهي دولة لها حضارة معينة على طريقتها في الحياة ولها عمل اصلي وجدت من اجله وهو تطبيق الإسلام وحمل دعوته. فهي تقوم على أساس ان الكون والحياة