وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(397)ـ والإنسان لها خالق خلقها من عدم، وان هذه الحياة يوجد ما قبلها وهو الله الذي خلقها ويوجد ما بعدها وهو يوم القيامة، وان هذه الحياة متصلة بما قبلها وبما بعدها. لان صلتها بما قبلها هي اوامر الله ونواهيه التي تعين للإنسان طريقته التي يسير عليها في الحياة ويعيش حسبها، وصلتها بما بعدها هي تصور الحساب على كل عمل يقوم به الإنسان في هذه الحياة يحاسبه عليه الله يوم القيامة وحياة الإنسان في هذا الكون مقيدة بهذه الصلة الحياة بما قبلها وبما بعدها. فالأساس الذي تقوم عليه الدولة هو عقيدتها وهي قيادة فكرية يجب على الدولة حملها للعالم دعوة إسلامية. وعلى ذلك فأساس الدولة الإسلامية الذي تقوم عليها هو تعيين موقف الإنسان في الحياة من الحياة نفسها فيقيد أعماله بتلك الصلة التي تربطها بما قبلها وما بعدها. ومتى تعين الموقف من الحياة للدولة سهل عليها السير لرقي الحياة وتقدمها وإزالة جميع الحواجز الواقفة دون هذا الرقي. ولذلك كانت القيادة الفكرية التي تقوم عليها الدولة الإسلامية العامل الفعال الذي يدفع هذه الدولة في الحياة نحو الرقي المادي المسخر المادة لرقي الإنسان ورفاهيته وسعادته. وعن هذه العقيدة تنبثق أنظمة الحياة، لأنها تلزم الإنسان في الحياة التقيد بما هو الصلة الوحيدة لهذه الحياة بما قبلها وهي أوامر الله ونواهيه. وعليه، فإذا الإنسان في الحياة يعالج مشاكله بشريعة لله فقط لأن لها السعادة عليه، فإذا عرضت لـه مشكلة استنبط حكمها من الكتاب والسنة. والدولة هي التي تتبنى هذا الحكم وتنفذه ومن هنا كان تشريع كامل لمعالجة المشاكل الإنسانية كلها في هذه الحياة، وكان هذا التشريع متسعا لاستنباط القواعد الجديدة والمشاكل الجديدة اتساعا يوجد فيه الحل لكل مشكلة مهما تجددت وتعددت على اختلاف الظروف