وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(378)ـ للمحدود وهو الله. وبما ان المحدود لا ينشأ من نفسه، فلابد ان يكون المحدود ناشئا عن غير المحدود ومخلوقا لـه، فكان هذا الوجود مخلوقا لله وحياته محدودة. وعلى ذلك فان وراء الكون والحياة والإنسان خالقها، ومنظمها بنظام علاقاتها وقيمها. ج ـ نظرة الإسلام للكون: إن الكون في الإسلام محدود لأنه مجموع أجرام وكل جرم منها محدود ومجموع المحدودات محدود بداهة، فالكون محدود. وعلى ذلك فالإنسان والحياة والكون محدودة قطعا فالنظر إلى أي كوكب في الكون، والتأمل في أي مظهر من مظاهر الحياة وأدراك أي ناحية في الإنسان، ليدل دلالة قطعية على وجود الله. ولذلك نجد القرآن يلفت النظر إلى الأشياء ويدعو الإنسان إلى النظر إليها وما حولها وما يتعلق بها، ويستدل بذلك على وجود الله في مئات الآيات كقوله تعالى ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ?. وقولـه: ?أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ _ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ _ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ _ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ?. وقال: ?فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ _ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ _ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ?. ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ?. متى انتهى الإنسان من هذه النظرة الكونية ينتقل إلى الفكر عن الكون والإنسان والحياة وإيجاد القيم والمفاهيم المنتجة عنها. وهو الأساس الذي يقوم عليه المبدأ المتخذ وسيلة للنهوض، وهو الأساس الذي تقوم عليه حضارة، وتنبثق عنه أنظمة