وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(348)ـ شلايوماخر ويجعل محور ولب جميع الأديان واحد وهو الانسلاخ عن الذات والتوبة للحقيقة وما سواه يكون من القشور وأي تشريع يؤمّن هذا اللب فهو دين حري أن يكون سبباً للنجاة وبهذا الاعتبار تكون جميع الأديان ضامنة للسعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة باعتبار احتواءها على هذا اللب فكل الأديان حقة وهذا هو عين القول بالتعددية الدينية. ونعلق في البداية على نظرية شلايوماخر ونقول انه قد يكون لها جانب من الصحة من الناحية الصورية حيث ان الأديان عموماً والدين الإسلامي خصوصاً ـ وحديثنا هنا داخل المفردات الدينية الكلامية ـ حاوي للمفاهيم التي تدق على وجود من تباين بعض مسائله بحيث أن تكون لبعضها الأولوية والأهمية على غيرها من ناحية ترتيب آثار الإيمان والكفر وهذا ما نشاهده على الصعيد العقائدي فنسمع ان إنكار المعلوم من الدين بالضرورة يستلزم الكفر في حين ينتفي وجوب الإيمان ببعض الأمور الفرعية، وعلى الصعيد الفقهي التشريعي حيث تتراوح الأحكام الفقهية بين واجب يتهدم الإسلام بتركه وبين مستحب يجوز تركه، فكل هذه إشارات تشعرنا بمقاربة آراء شلايوماخر لصحة في صورتها مع إمكانية مناقشة مضمون ومحتوى آراءه. ونذكر مقدمة مفادها ان تشخيص اللب من القشور لدين معين لا يمكن إلاّ بالعودة إلى أجواء ذلك الدين ومطالعة متونه والتدقيق في نصوصه ولا يمكن الاكتفاء باستقراء حال الأديان بالجملة لعيوب الاستقراء الناقص وعدم أفادته اليقين أولاً وثانياً أي هذه المسألة ليست من مسائل الدرجة الثانية وإنّما هي مرتبطة بالدين مباشرة ومعرفة من الدرجة الأولى فلا يمكن تناولها ابستمولوجيا وإنّما لابد من العودة لاستفسار أحكام الدين نفسه حول هذه المسألة وبالرجوع للأديان نجدها تختلف في تحديد لب الدين من قشوره وهذا الاختلاف في التشخيص هنا راجع لاختلاف الأديان بشكل عام