وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(346)ـ المختار عند اختياره سيكون خاضعاً لظروف وشرائط قاهرة تؤثر على اختياره حيث يقول ان أكثر المتدينين إنّما يتوجه للدين بسبب التقليد عن الغير أو بعلّة جبر المحيط(1). فلا يمكن لنا الحديث بعد ذلك عن حرّية الإنسان في انتخابه فنحتاج لإقرار التعددية التي لا تحصر الصراط المستقيم في خط معين بل تعطي الشرعية للجميع ويفوز من جرّاء ذلك الأغلبية وتتحقق الهداية الإلهية بالفعل. وبتحليل كلام سروش هنا نجد انه يعتمد في رفض الهداية بالمعنى الذي طرحناه على تبيان امتناع حرية الإنسان في الاختيار من جهتين التقليد، جبر المحيط بالنسبة للتقليد نقول انه صحيح ينافي الاختيار ولذلك حاربه الدين وذم للأقوام السابقة التي كانت تعتمد على التقليد وطالب الإنسان أن يقوم بوجه التقليد ويعبر عن رفضه لـه وإضافة لنداءات الدين يمكن أن نتتبع حركة الإنسان في الواقع فنجد انه قادر على كسر قيود التقليد وردّه وهذا وذاك لـه يدلاّن بكل وضوح على أن التقليد ليس بالقضاء المحتوم في حياة الإنسان والإدارة الحرّة باستطاعتها تجاوز التقليد متى ما أرادت ذلك. والنسبة لجبر المحيط ويقصد به الدكتور سروش حتماً الجبر الاجتماعي فنقول ان هذه الفكرة ترجع بجذورها الفلسفية للطرح الماركسي وتفسيره لحركة التطور في التاريخ وإقراره بجبرية المراحل التاريخية الخمسة(2). ومن باب الاسترسال في الحديث ان التجربة التي تقرّها الماركسية هي التي بينت ان الإنسان لا يمكن ان يكون محكوماً للجبر الاجتماعي الاجتماعي وأكبر دليل على ذلك سقوط تنبؤات ماركس المبنية على هذا الجبر الاجتماعي والمخبرة عن مستقبل الثورات ________________________________ 1 ـ كيان 40 ص 16 «فارسية». 2 ـ المشاعية، الإقطاعية البرجوازية، الاشتراكية، الشيوعية.