وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(345)ـ من جهة ثانية ان القول بأنه تعالى هاديا يقتضي أن يدخل أكثر من في الأرض الجنة هذا الكلام لـه لوازم تنامي المباني العقائدية الثابتة أحقيتها. فهو كلام يناقض حرّية الإنسان واختياره فهو بلغة أخرى يقول يجبر الإنسان في أفعاله إذ عندما نعني بالهداية ذلك الفعل الإلهي ونقصد بها أيضاً الفلاح الذي هو اختيار إنساني نكون هنا قد حكّمنا وسلّطنا الفعل والإرادة الإلهية على الاختيار الإنساني وهذا هو الجبر بعينه الذي ثبت بطلانه في محلّه وإضافة إلى ذلك وبتحقيق تاريخي نجد أن ترويج عقيدة الجبر في التاريخ الإسلامي داخل أبحاث القضاء والقدر والعدل الإلهي جرّ على الأمة ويلات على مستوى الطرح وعلى مستوى الممارسة وهنا نرى أن صياغة القول بالجبر في ثوب جديد وتحت عناوين الهداية والنجاة والتعددية كيف يخدش في قيمة الصراط المستقيم فالإنسان حرّ ومختار وبإرادته وباختياره يصل لكماله وبإرادته واختياره ينغمس في جهنم. ?وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا?. والهداية تقف عند جعل الإنسان حرّاً ومختاراً وإكمال الطريق وانتخاب المصير يبقى على عهدة المكلّف. من جهة ثالثة يمكن أن نطرح سؤالا على هؤلاء ونقول من قال ان غاية الحق تعالى هو إدخال أكثر الناس إلى الجنة؟ فأولاً الحق تعالى لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه وغاية خلقة العالم ومراده من ذلك مرتبطة بأبحاث عرفانية يضيق مجال الحديث عنها هنا وثانياً الوارد في المتون الدينية فيما يخص الأكثرية حسب ?وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ? ? وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ?. وإن كان الأمر كذلك فلا يبقى مجال للحديث عن أولوية الأغلبية بالجنة وماشاكل هذا الكلام وقد تفطن الدكتور سروش فيما بعد لهذه المسائل فقال: بأن هذا الإنسان