وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(344)ـ فمثلاً الهداية تعني جعل الإنسان حرّاً ومختاراً من ناحية وإزالة كل الحواجز والموانع التي تحجزه عن الاختيار الحق وتمكينه من أداة الانتخاب السالمة ألا وهي العقل الخالي عن الأمراض والخارج عن سلطان الهوى وهذه كلها مقوّمات الهداية الإلهية في حين ان الفلاح يوم القيامة يتقوّم بأمرين: أحدهما الانتخاب السالم للإنسان في هذه الدنيا فالإنسان الذي يعيش حالة التكليف يكون حرّاً مختاراً عاقلاً غير مضطر ولا مجبور وما إلى ذلك فهكذا إنسان إذا انتخب الطريق الأصوب كان مفلحاً وان اختار غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه. والأمر الثاني والأهم في مسألة الفلاح هو الرحمة الإلهية فالله ينظر بعين الرحمة لمن يشاء تفضلاً مِنّه ومنة فحسب ما ورد في المتون الدينية ان الناجون يوم القيامة برحمة الله وفضله لا بعدله وأعمالهم فكل الأعمال الحسنة وان اجتمعت لا تؤدي حق أدنى نعمة من نعمه سبحانه وتعالى فالبحث في مسألتين مختلفتين لا يجب الخلط بينهما، واحدة الهداية وجوهرها جعل الإنسان عاقلاً حرّاً مريداً، والثانية مسألة الفلاح يوم القيامة المرتبطة برحمة الله تعالى فكون أكثر الناس يوم القيامة من أهل الجحيم ـ على فرض ـ فلا يسخرّ هدايته تعالى في شيء باعتبار انهم هم الذين اختاروا ذلك?إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا?(1). وأيضاً لا يسخرّ رحمته تعالى في شيء باعتبار ان الحساب يوم القيامة وفق فضله ومنّه سبحانه وتعالى لا بعدله حتى نستدلّ عليه ونحاجج الرحمن الرحيم فإن أكرمنا فتفضلاً منه ورحمة وان اخترنا الجحيم فلا يمكن لنا أن نقدم في عدله سبحانه وتعالى. ________________________________ 1 ـ سورة الإنسان: 3.