وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(343)ـ من الممكن أن تنعقد نظراً معرفياً بالاعتماد على مفردات كلامية كذلك لا يمكن هنا أن نعالج المسائل الكلامية والمفاهيم الدينية بالاعتماد على قواعد معرفية ومفردات ابستمولوجية. والآن سنتناول هذه الاستدلالات الكلامية تباعاً. الاشتباه في فهم الهداية الإلهية. مفهوم الهداية الإلهية يستلزم القول بالتعدّدية. عرض بعض القائلين بالتعددية دليلاً مبتنياً على بعض المفاهيم العقائدية وقالوا ان الله خلق العالم والإنسان وجعل معاده الجنة ان كان مؤمناً والنار ان كان غير ذلك وفي الأثناء وصف الحق نفسه بأنه الهادي للصراط المستقيم، وبملاحظة تنوع الأديان والمذاهب واختلافها وكثرة السائرين على غير الصراط المستقيم فهذا يعني أنّ الأكثرية لن تنال حظّاً من السعادة يوم القيامة وهنا يقف هؤلاء وقفة تأمّل ويقولون بأن سقوط الأغلبية في نيران الجحيم أمر يخالف وصف الخالق نفسه بالهداية وحفاظاً على اسم الهادي للخالق لابد أن يدخل أكثر الناس للجنة وطريقة ذلك أن نفتح أكثر ما يمكن من الأبواب للجنة ونوسع مفهوم السعادة فلابدّ لنا من طرح التعددية الدينية لأنه في غير هذه الصورة سيكون وصف الهداية لله تعالى ذو صبغة تشريفاتية وافتخارية لا أكثر ولا أقل(1) ونلاحظ على هذا الكلام ما يلي: وقع خلط بين مفهوم الهداية ومفهوم الفلاح والنجاة يوم القيامة فقد فهم هؤلاء كون الله هادي الإنسان بمعنى منجيه ومدخله الجنّة يوم القيامة في حين إننا نعرف ان كل من الهداية والفلاح مفاهيم مختلفة ولكل منهما مقوّماته الخاصة وشروطه المعينة ________________________________ 1 ـ الدكتور عبد الكريمِ سروش، كيان، عدد 38 ص 58.