وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(336)ـ العلمي والمس الشيطاني إنّما هو نفوذ تلك الجراثيم في الأجهزة العصبية(1). فكيف يمكن أن تكون هذه المهزلة استدلالاً موضوعياً يثبت تأثر الدين بانتاجات الذهن البشري حتى تصل النوبة للحديث عن التعددية ! سبحان الله وبحمده. رابعاً: يمكن أن نقرّ في نقطة أخيرة أن بعض انتاجات الذهن البشري لها حضور في تبيان بعض المسائل الدينية بشرط أن تكون تتصف باليقين لأننا نبغي من الدين إيصالنا للحقائق فإذا ربطناه بالظنيّات فإننا سنضلّ الطريق حتماً. وهذه العلوم التي لها حضور في المسائل الدينية وتعبّر عن تأثير الذهن البشري في المعرفة الدينية على نحو الموجية الجزئية(2). نجد من بينها المنطق، علوم اللغة، المسلمات واليقينيات الفلسفية، والمعطيات العلمية في صورة ما إذا ثبت يقينيتها، والى هذا الحد نقبل التفاعل بين الدين والذهن البشري بكامله وإنما اعتمدنا على يقينيّاته وقطعياته التي لا يمكن الاختلاف حولها، والتعميم مرفوض كما لوحظ سابقاً. وبالإضافة إلى كل ما ذكر يمكن أن نقطع الطريق أمام القول بالانفعال الكلّي للتدين بما يمليه الذهن البشري عندما نبطل مقولة ان الشريعة أمر صامت تحتاج للذهن البشري حتى يستنطقها فالشريعة كالطبيعة لا يمكن فهمها إلا بتدخل الذهن البشري وإعمال سلطته فملاحظ أن الطبيعة لا تنبيء عن أسرارها وقوانينها وإنّما الذهن البشري بنظرياته وجهوده يسعى لكشف قوانينها والوصول لإسرارها وعلى هذا نقيس الشريعة فهي صامتة والذهن بإعمال نظرياته يكشف على حقائقها. غير إننا نقول أنه لا يمكن اعتبار الدين صامت حتى نتعامل معه على نفس نحو تعاملنا مع الطبيعة وإنّما الدين مبيّن لأحكامه موصل لمطالبه عبر مجموعة من المتون في شكل جميل وألفاظ وبناءً ________________________________ 1 ـ يراجع كتاب قبض وبسط للدكتور سروش ص 134 «فارسي». 2 ـ اصطلاح منطقي يذكر في مقابل الحلم الكلّي.