وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(332)ـ بينها فبعض هذه المقولات تحكي في الواقع الخارجي وتكشف عن الواقع الموضوعي فهذه المقولات لا يمكن اعتبارها أمراً ذاتياً مختصاً بالذهن حتى تكون المعرفة النهائية معرفة ذاتية لا تطابق الخارج، بل تصبح المعرفة الذهنية في ضوء ما توصل إليه معرفة تحكي عن الواقع الخارجي كما هو عليه في الخارج باعتبار ان القوالب الذهنية كاشفة عن الواقع الخارجي وليست ذاتية وهكذا سيضمحل الدور الكانتي في المعرفة. ويمكن أن ندحض الرأي الكانتي من ناحية أخرى بأدوات ميتافيزيقية التي ترى انه في حالة اختلاف الصورة الذهنية للشيء عن حقيقة في الخارج بحيث ينتفي الاتحاد الماهوي بين الوجود الذهني للشيء ووجوده الخارجي فهنا يصبح هذا القول مؤدي إلى السفسطة التي نهضت الميتافيزيقا لإبطالها، إذ أن گورگياس من الاوائل الذين خطّوا طريق السفسطة فقد قال گورگياس ـ الإنسان مقياس كل شيء. وهذا ما عبر عنه كانت بأسلوب آخر غير ان گورگياس واجهته الميتافيزيقا مواجهة عنيفة لان قوله يؤدي إلى خلاف ما نراه من أنفسنا بالضرورة من ناحية العلم بالخارج وهكذا فبعد ما ثبت في بداية الحديث هو مدى تمسك أهل التعددية بهذا المبنى سواء صرّحوا بذلك أو استبطنته رؤيتهم فإن ارتباك هذا المعنى المبني وإقرار الإيمان بإمكانية وصول الذهن للواقع الموضوعي على ما هو عليه من حقيقة ووحدة فتتوفر تبعاً لذلك وجودات الذهنية فلا يبقى مجال للحديث عن الحقيقة الواحدة والمعارف المتعددة وهكذا تضطّر التعدّدية لتجاوز المبنى الكانتي والإيواء إلى ملجأ آخر قبل أن يحلّ بها الانهيار التام.