وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(331)ـ فيقول ان كل دين يحاول أن يقدم صورة للعالم والإنسان والإله غير ان هذه الأديان كلّ يحلى عن رؤيته ولا يمكن أن تصل للخارج حقيقة وهكذا فإن الطرق الدينية كل بمقتضى ما تطرحه تلامس الحقيقة وتحاكيها في بعض أنساجها وبالتالي فلا مجال لترجيح دين وإقصاء آخر بل الجميع متساوي النسبة لهذه الحقيقة في نفسها، والآن سنناقش كانت في رؤيته: الإشكال المفصلي في النظرية المعرفية لكانت هو ما أورده الفيلسوف الالماني شوپنهاور وقد ذكر في عدة كتب فلسفية من بينها كتاب أصول الفلسفة والمذهب الواقعي للعلامة الطباطبائي ونفس هذا الأشكال ذكره السيد الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه فلسفتنا ولكن أورده بتقرير آخر. وجوهر إشكال شوپنهاور هو ان كانت يعتقد ان المقولات الذهنية لا تعكس الواقع الخارجي وإنّما أقصى ما تعبّر عنه هو إمكانية ربطها بين معطيات متناثرة مبعثرة لتصوغ منها صورة معرفية ذات ضوابط ويجعل كانت من بين هذه المقولات قانون العلية والمعلولية حتى يتسنى لـه أن يربط بعض الصور المعرفية ببعضها وهنا يأتي السؤال. إذا كان أمر هذه المقولات هو الغياب عن الواقع الخارجي فكيف استطاع كانت أن يقول ان الأشياء لها ذوات لاتصل إليها محسوساتنا ولها ظواهر تنعكس في حواسنا، فإذا كان قانون العلية والمعلولية أمر خاص بالذهن فكيف استطاع كانت أن يجعل من ارشام الصور الحسية في الأذهان معلولاً لوجود ظواهر الأشياء في الخارج، فهنا يكون كانت قد تعامل مع قانون العلية والمعلولية باعتباره كاشف عن لا واقع الموضوعي ويخبر عن علاقات تكوينية في الخارج وليس أمراً مختصاً بالذهن فإذا كان الأمر كذلك فنجد ان بعض المقولات التي يعتبرها كانت من نظريات الذهن ويقصر دورها على تنظيم الصور المعرفية داخل الذهن وإيجاد الروابط والعلاقات