وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(330)ـ ويستخلص جان هيك من هذه اللوازم أنّ ذهن الإنسان في تعامله مع الواقع الخارجي لا يصل للحقيقة بل الحقيقة هي ما هو موجود في ذهن كل مدرك فالحق تابع لكل إنسان ويختلف عن غيره وهذا هو انتقال جان هيك من رؤية كانت في المعرفة للقول بالتعددية وهكذا تكون بحاجة عند التحقيق حول التعددية المعرفية للبحث في رأي كانت في المعرفة. إن كانت يقرّ ان المعرفة هي حصيلة للخارج والذات المدركة معا في آن واحد فهو برىء ان ما يأتي من خلال الحواس ويشرح في ذهن الإنسان تكون من مجموعة من المعلومات الحسية المبعثرة التي لا يمكن فهمها إلاّ إذا ربطنا بينها في نظام كامل وهنا تلتقي هذه المعطيات الحسية مع فطريات حسية عند الإنسان يشخصها كانت في الزمان والمكان فتكون صورة حسية كاملة عن الأمر الخارجي ثم إذا أراد العقل أن يضع هذه الصورة الحسية تحت أحد المفاهيم الكلية في الفطرة العقلية للإنسان والتي يسميها كانت باسم المقولات فنخرج نتيجة لذلك بادراك شامل ومتكامل ومنظم يتكوّن من مواد خام من الخارج وصور فطرية حسية وعقلية وباعتبار أنّ هذه المعرفة حاوية بجانب ذاتي ساهم في ضيافتها المقولات الفطرية في مرحلتي الإحساس والعقل ومعلوم ان هذا الجانب الذاتي لا علاقة لـه بالكشف عن الواقع الخارجي وإنّما يتلخص عمله في ربط المعطيات الموجودة في الذهن. وبفعل هذا الجانب الذاتي تتكون صور علمية ذاتية تحاكي الأمر الخارجي لكن لا تكشف عنه اما هو في الواقع الموضوعي وهكذا تتأتى مفاهيم الشيء لذاتنا والشيء في ذاته كما يطرحها كانت وبالتالي ما تدركه غير ما هو واقعاً في الخارج فهو أمر واحد لكن الأذهان التي تحاول أن تتعامل معه تنهج لذلك طرقاً شتى وتأخذ عنه صوراً مختلفة وتتعدد صورة الحقيقة الواحدة في الأذهان المختلفة وهذا ما يثبتاه جان هيك فيما يقدّمه الدين من رؤى