وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(619)ـ والإسلام حين يريد الإصلاح في الأرض فانه لا يحابي أو يجامل أمة دون أخرى أو يدافع عن الوضع الراهن بل هو ينقذ الفساد والانحراف والضلال في الحياة الإنسانية بما فيها حياة المسلمين، لأن وضع المجتمع الإسلامي الحالي قاصر كل القصور عن المعايير الاسلامية التي يصلح بها نفسه وينفع بها غيره، وعلى ذلك لا غنى عن تغيير المجتمع الإسلامي حتى يتوافق مع منهج الإسلام وتستطيع بعد ذلك إقامة المؤسسات الإصلاحية التي تقيم العدل والحق والفضيلة في العلاقات الإنسانية. 9 ـ وفي هذا المجال يعبر الشيخ محمد الغزالى عن موقفه من الحضارة المادية المعاصرة وينقذ الوضع الذي وصل إليه المجتمع الإسلامي ويعاتب من يملكون وسائل الإصلاح ولكن لا ينتفعون بها لأنفسهم ولا ينفعون بها غيرهم فيقول: (أريد أن أذكر الحضارة الحديثة بما لها وما عليها، لاوكس ولا شطط وقد علمنا كتابنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل، فلا يجوز أن ننحصر في جانب مظلم وننسى الجانب الآخر المضيء، أنا واحد من أهل الأرض الذين ينتفعون بثمرات هذه الحضارة في مأكلهم ومشربهم وصحتهم ومرضهم وسفرهم ومقامهم، ولا أنسى في طفولتي وصباي كيف كنا نطعم بأعواد الحطب، وكنا نقرأ على مصابيح الزيت وكنا نستخدم في تنقلنا الخيل والبغال والحمير... صحيح ان الناس كانوا أطيب أخلاقاً وأكثر تعاوناً وأبعد أثرة... وأنا كنا نعمر المساجد بدءاً من غبش الفجر حتى أول الليل بعد صلاة العشاء... ليكن ! فما يمنعنا من أداء حقوق الله ! إذا تمهدت مرافقنا وكثرت مرفهاتنا ! أما نؤدي لله حقه إلاّ ونحن متعبون ؟ إن الحضارة الواقدة حملت طبيعة الأرض التي جاء منها وهي أرض لا تحسن معرفة الله ولا تجيد القيام بحقه، ولم تسعد بالوحي الخاتم الذي يجعلها تكرم الروح