وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(617)ـ الخير ومن الفساد إلى الصلاح وتقتلع جرثومة الفساد من النفس البشرية التي قد تنبت بفساد المجتمع واختلال التربية كما تنبت الحشائش الشيطانية في أرض كريمة. ولو كان زعيماً قوميّاً ورجلاً إقليمياً لكوّن للأمة العربية أمارة قوية موحدة وانضمت قريش والقبائل العربية تحت لوائها. ولكن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يبعث لينسخ باطلاً بباطل ويبدل عدواناً بعدوان، ولم يبعث زعيماً وطنياً أو قائد سياسياً وإنما أرسل إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً وداعيال إلى الله بأذنه وسراجاً منيراً. وأرسل ليخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ويخرج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فلم يكن خطابه لأمة دون أمة أو لوطن دون آخر ولكن كان خطابه للنفس البشرية والضمير الإنساني، فقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم بيت الإصلاح من بابه ووضع على قفل الطبيعة البشرية مفتاحه ذلك القفل المعقد الذي أعيا فتحه جميع المصلحين، وكل من حاول فتحه من بعده بغير مفتاحه. لقد كان هذا الانقلاب الذي أحدثه النبي صلى الله عليه واله وسلم في نفوس المسلمين وبواسطتهم في المجتمع الإنساني أغرب ما في تاريخ البشر وقد كان هذا الانقلاب غريباً في كل شيء: كان غريباً في سرعته وكان غريباً في عمقه وكان غريباً في سعته وشموله، وكان غريباً في وضوحه وقربه إلى الفهم فلم يكن غامضاً ككثير من الفلسفات العقلية، ولم يكن لغزاً من الألغاز ، لقد صنع هذا الإصلاح رجالاً خرج حظ الشيطان من نفوسهم وأصبحوا في الدنيا رجال الآخرة وفي اليوم رجال الغد، لا تجزعهم مصيبة ولا تبطرهم نعمة ولا يشغلهم فقر ولا يطغيهم غنى ولا تلهيهم تجارة ولا تستجفهم قوة ولا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، وطأ لهم أكناف الأرض