وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(616)ـ المر ويستطيب الخبيث وبطل حسه فأصبح لا يبغض العدو الظالم ولا يحب الصديق الناصح. رأى مجتمعاً هو الصورة المصغرة للعالم كل شيء فيه في غير شكله فأصبح الذئب راعياً والخصم قاضياً والمجرم سعيداً والصالح شقياً والمنكر معروفاً والمعروف منكراً وعادات فاسدة تستعجل فناء البشرية. رأى الخمر الممر والخلاعة والفجور والربا والاغتصاب والسلب والنهب والطمع والجشع والقوة والظلم إلى حد الوأد وقتل الأولاد (الإجهاض). رأى ملوكاً اتخذوا بلاد الله دولا، وعباد الله خولاً. رأى المواهب البشرية ضائعة لم توجه التوجيه الصحيح فعادت وبالاً على أصحابها وعلى الإنسانية فقد تحولت الشجاعة فتكاً وهمجية، والكرم إسرافاً وتبذيراً والذكاء شطارة وخديعة والعقل وسيلة لابتكار الجنانات والإبداع في إرضاء الشهوات. رأى أفراد البشر كخامات لم تحظ بصائغ حاذق وكألواح الخشب لم تسعد بنجار يركب منها سفينة النجاة التي تشق بحر الحياة. رأى الأمم قطعاناً من الغنم ليس لها راع والسياسة كجمل هائج حبله على غاربه والسلطان سيف في يد سكران يجرح به نفسه ومن حوله، وما أشبه الليلة بالبارحة. فلو كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رجل من عامة رجال الإصلاح لاجتهد على إصلاح ناحية واحدة من نواحي تلك الحياة الفاسدة وظل طول عمره يعالج عيباً من عيوب المجتمع. ولكن نفسية الإنسان معقدة التركيب دقيقة النسج، فإذا زاغت أو اعوجت لا يؤثر فيها إصلاح عيب من عيوبها أو تغيير عادة من عاداتها حتى يغير اتجاهها من الشر إلى