وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(615)ـ والدمار فلابد من العودة إلى المنبع الأصلي والنبع الصافي والمصدر الأول الذي صلح به أمر الدنيا والآخرة، لنقف على الجانب التطبيقي من المنهج النظري الذي نحمله بين أيدينا ونأخذ منه الدرس المثالي والعبرة والعظة والقدوة الحسنة كما قال تعالى: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ?(1). فلا ينبغي أن يحول طول الزمن وبعد المسافة بيننا وبينه، فمهما قطعت الحواجز المادية والمعنوية أو الزمانية والمكانية فسيبقى محمد صلى الله عليه واله وسلم وما جاء به من عند ربه هو القدوة الحسنة والسراج المنير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولنستمع بإصغاء إلى الأثر السائد الذي يقول: لا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح أولها. فلننظر بإيجاز كيف بدأ الإصلاح في بداية نشأة هذه الأمة التي أرداها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس، ومدى تشابه الأوضاع والأحوال التي كانوا عليها والحال الذي وصل إليه هذا الزمان. 7 ـ من الجاهلية إلى الإسلام(2). بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم والعالم بناء أصيب بزلزال شديد فإذا كل شيء فيه في غير محله فنظر إلى العالم بعين الأنبياء فرأى إنساناً قد هانت عليه إنسانيته فيسجد للحجر والشجر، رأى إنساناً فسدت عقليته فلم يعقل الجليات وفسد فكره فيستريب في موضع الجزم ويؤمن في موضع الشك وفسد ذوقه فصار يستحلي __________________________ 1 ـ سورة الممتحنة آية 6. 2 ـ أعتمد في هذا العرض على كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين - لأبي الحسن الندوي ص 78 وما بعدها من شيء من التصرف والاختصار.