وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(381)ـ حرص النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ على ألا تهون للإنسان كرامة، حين لا يكون لـه رأي مستقل، فقد قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «لا يكن أحدكم إمعّة، يقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت. ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس إن تحسنوا، وأن أساءوا الا تظلموا (رواه الترمذي). وفي رواية: «وإن أساءوا ان تجتنبوا الإساءة». لقد كان أفراد القبيلة في الجاهلية مسلوبي الإرادة، ليس لأحدهم من رأي إلا ما تراه القبيلة، خطأ كان أم صوابا، قال شاعرهم (الاصمعيات ص 107) وما أنا إلا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد فجاء الإسلام بمنهجه الإنساني الرائد، فشدد على حرية الرأي وحرية القول، وحريات كثيرة أخرى. ومن صون كرامة الإنسان أيضاً ترفعه عن ذل السؤال، وعما يجره من إهانة وإراقة لماء الوجوه. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «ما أكل أحد طعاما خيرا من ان يأكل من عمل يده، وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده» (رواه البخاري). وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ أيضاً: «لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير لـه من ان يسأل أحداً، فيعطيه أو يمنعه» (متفق عليه). هذا؛ ولما كان الإسلام قد قرر للإنسان كرامة متميزة، وشدد على ألا يعتدي عليه أو يهين كرامته أحد من الناس، فقد حرص أيضاً على ألا يتركه يمتهن كرامته أو يهين نفسه بنفسه، بالتذلل أو السؤال، أو ذوبان شخصيته في شخصيات الآخرين. ولذلك لاحقه ـ كما رأينا ـ بالتربية القرآنية أو النبوية، ليصون كرامته ويحافظ عليه. ولعل من تلك الملاحقة قول رب العالمين ـ سبحانه وتعالى ـ : ?أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى?(القيامة 36).