وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(380)ـ من التكريم للإنسان ما فيه ؟ ! فالسموات والأرض، والشمس والقمر والنجوم، والليل والنهار، والبحار والأنهار، والكنوز والثروات، والطرق المعبدات، والرواسي الشامخات، ولغير ذلك مما فيه الشراب والطعام، والنور والمواصلات، والراحة لجميع الناس. كل ذلك وكثير غيره قد خلقه الله للإنسان، من باب التكريم والتفضيل. قال رب العالمين جل شأنه: ?وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ?(الجاثية 13). وصدق في ذلك قول الرازق الوهاب: ?وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ? (النحل 18). وإذا كان فيما تفضل الله به على الإنسان، من نعم متناثرة حوله، مظهر واضح لتكريم الله لـه، فهناك مظاهر كثيرة أخرى. منها ما تفضل الله به على الإنسان في ذات نفسه. قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ _ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ_ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ? (الانفطار 6 ـ 8) وقال ـ سبحانه وتعالى ـ كذلك: ? اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ?(غافر 64). ان جمال الصورة واعتدال الجسم، مظهر جميل، كرم الله به الإنسان، وميزه عن الحيوان، تقريرا لا نسانينه وتمييزا لآدميته. وفرق كبير بين ان يمشي الإنسان على اثنتين من الأرجل، أو ان يسبح على بطنه، وهو في كلا الأمرين ضعيف ذليل، وبين ان يمشي الإنسان على اثنتين من الأرجل، وهو مرفوع الرأس ومنتصب القامة، ومتمتع بالأنفة والعزة والجمال والاستقامة، تلك التي قال الله ـ جل شأنه ـ فيها:? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ?(التين 4). ومن تكريم الإسلام للإنسان أيضاً صون كرامته وحفظ عزته. ومن ذلك