وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(376)ـ إلا بالتقوى» (زاد المعاد). وفي حديث آخر يقول ـ صلى الله عليه وآله ـ : «الناس كلهم بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب» (رواه الترمذي). ولعل من المساواة بين الناس، ألا يفضل بعضهم على بعض، بسبب الأحوال الصحية أو الاجتماعية فلا يكرم غني لغناه، ولا يقدم ذو جاه لجاهه، ولا ذو بسطة في الجسم لصحته. فقد قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «ان الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم). ولعل من المساواة كذلك إعطاء كل ذي حق حقه، ورد الأمانات إلى أهلها، والعدل في الحكم بين جميع الناس. قال الرحمن الرحيم: ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا?(النساء 58). على أن أجلى مظاهر المساواة في الإسلام، ما كان بين المسلمين وبين خدمهم ومواليهم، أو ما كان بين خلفائهم وأئمتهم وأمرائهم، وبين أهل ذمتهم من اليهود والنصارى. أما الأولى: فيمثلها حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : «إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه» (متفق عليه). أرأيت في قانون من قوانين الدنيا مثل هذه المساواة ؟! لقد جعل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ موالي القوم وخدمهم، اخوانا لهم وعشيرة وحشما. ثم أمرهم بمعاملتهم ـ لا كما يعاملون آباءهم وأبناءهم، ولكن كما يعاملون أنفسهم، فيطعمونهم مما يأكلون، ويلبسونهم مما يلبسون. بل وأمرهم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كذلك ألا يكلفوهم من الأعمال ما يشق عليهم، فإن فعلوا، فعليهم أن يساعدوهم فيها،