وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(375)ـ سليم، يؤدي فيه كل إنسان ما يفرض عليه من الواجبات، ويتمتع بكل ما يتمتع به الناس من الحقوق والمميزات. ولما كان الناس من أصل واحد، فقد تساووا في الحقوق والواجبات، إلا ما كان من تفاوت في الطاقات والكفاءات، مما يستتبع التفاوت في المهن والأعمال والمكافئات. وقد خطب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يوم فتح مكة فقال: «أيها الناس، كلكم من آدم من تراب، لا فخر للأنساب، لا فخر للعربي على العجمي، ولا للعجمي على العربي، ان أكرمكم عند الله اتقاكم» (الإمام المودودي ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 280). ولكن البشر قد جبلوا على التناحر والتنافس، والتفاخر بالأجناس والألوان، مما اقتضى ان ينبه الإسلام إلى خطورة ذلك وبطلانه تنبيهاً واضحاً. فالله ـ جل شأنه ـ يقول في محكم الترتيل: ?النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(الحجرات 13). فكيف يتعالى بعض الناس على البعض الآخر، وأصلهم جميعا واحد، وهو لآدم وآدم من تراب ؟! بل ان منشأهم متشابه، فهم من ذكر وأنثى، أي من أب وأم كما هي سنة الله في الخلق. أما القبائل والشعوب فما هي إلا للتعارف وتحديد الأنساب، وليست للتفاخر أو التنابز بالألقاب. ثم ان أكرم القوم وأعظم القوم وأحسن القوم هم الأتقياء، الذين يتميزون بطاعة الله وخدمة الناس. وقد جاء في الحديث ان الخلق كلهم عيال الله، وان أحبهم أنفعهم لعياله. وقد شدد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في حديثه الشريف على نظرية المساواة بين الناس وأنه لا فضل لأحد على أحد بسبب العرق أو اللون، قال ـ صلى الله عليه وآله ـ : «لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على اسود، ولا لأسود على ابيض،