وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(377)ـ وان يعينوهم عليها. وإذا كانت هذه هي معاملة الإسلام والمسلمين للخدم في البيوت، أو العمال في الحقول وفي المتاجر، فليس غريبا إذن أن يتفانى أولئك في خدمة مخدومينهم، وأن يفضلوا الحياة معهم على الحياة مع آبائهم وأمهاتهم، كما حدث مع زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ حين فضل البقاء في خدمة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ، على العودة مع أبيه وعمه عندما جاءا يسترجعانه. لقد ضرب المسلمون بالإسلام أروع الأمثال في تعاملهم مع الموالي والخدم والعمال. وأما الثانية: فهي ما كان بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ ، وبين واحد من أهل الذمة. فقد روى التاريخ العطر، ان الإمام عليا ـ رضي الله عنه ـ وهو خليفة، تخاصم مع رجل من أهل الذمة. وكان الأئمة والخلفاء الراشدون، يحتكمون في خصوماتهم إلى القضاء، لا إلى شرطتهم أو عسسهم أو مخابراتهم، كما يفعل الكثيرون فيما أعقب ذلك من أزمنة. وفعلا ذهب المتخصامان إلى المحكمة، وما أن رأى القاضي أمير المؤمنين علياً ـ رضي الله عنه ـ حتى قام من مجلسه، وقال: أهلا يا أبا الحسن، ورحب به ترحيباً حاراً. ولم يفعل مثل ذلك مع خصمه الذمي. فوجه إليه أمير المؤمنين ماهز كيانه، وأعاد إليه صوابه، وذكره بواجبه، قال: «هذا أول ظلمك (الإمام المودودي ـ الحكومة الإسلامية ـ ص 402). كان القاضي يظن انه بترحيبه بالإمام أمير المؤمنين ـ قد أحسن صنعا، ولكن الأمير ـ رضي الله عنه ـ وقد عشق الإسلام وعشق فيه العدل والمساواة ـ على وجه الخصوص ـ لم يقبل إلا ان يستقبل خصمه بمثل ما استقبل هو به من الحفاوة والإكرام. ورفض ان يختصه القاضي بشيء من ذلك دون خصمه. بل