وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(142)ـ الأخلاقي المثالي في كل وجوده وسلوكه. ثانياً: إن الأخلاقية الإسلامية ليست أخلاقية انعزالية عن الحياة والملذات، وإنّما هي أخلاقية الانهماك في العمل الاجتماعي بروح زاكية مع امتلاك ملكة (الزهد) والقدرة على التحرر من الأسر المادي الوضيع إذا تطلب الموقف ذلك. ثالثاً: ان معاييرنا الأخلاقية مستمدة من عقيدتنا، وحينئذٍ مهما امتدت العقيدة امتدت هذه المعايير، فلا تتأثر بالأبعاد الجسمية، ولا العرقية، ولا المادية، وما إلى ذلك، وهي بالتالي تصلح لأن تكون معايير إنسانية كاملة. رابعاً: إن الأخلاقية الإسلامية ليست سطحية عارضة، وإنّما هي تتعامل مع الفطرة وتستمد منها مسوغاتها وتعمل على تجليتها وإسراء مفعولها إلى ظاهر السلوك. خامساً: إن اخلاقيتنا ليست منافية للتغير المادي والرفاه البدني بل هي متلاحمة معه لصنع أهداف معنوية سامية. سادساً: إن اخلاقيتنا لا تتعامل مع الخيال المفرط وليست طوبائية النظرة، وإنّما هي واقعية قائمة على أساس من علم الهي بالواقع الإنساني والواقع الكوني والعلاقة بينهما، وتقدير دقيق لهدف الخلقة الإنسانية. ولذا فهي تتجنب أي تخدير كاذب وتسعى للرقي المعنوي الحقيقي. سابعاً: إن الأخلاقية الإسلامية لم تطرح أهدافا ومبادئ عليا تاركة إياها دوما تفصيل لها ولكيفية تحقيقها، وإنّما هي إذ تطرح مفهوم العدالة مثلا تعطي التخطيط الكامل لها وللأساليب العملية التي يتم تحقيقها بها، وعندما تطرح فكرة تزكية النفس تعطي البرنامج العملي الدقيق الذي يحققها لئلا ينحرف السبيل بالإنسان عن الهدف الأسمى.