وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(570)ـ الإسلامي بدأت غياهب تلك الظلمات تختفي عن أوروبا شيئا فشيئاً، حتى ازدهرت المدنية فيها وعمتها الحضارة.. والحقيقة التي لا غبار عليها، ان أوروبا المتحضرة بنت العلم وحده، ولم تبن الدين.. وفي الحديث الشريف: «كل مولود يولد على الفطرة» ولكنه يولد وفيه استعداد طبيعي يتوجه به نحو الخير والشر، ونحو صناعة دون أخرى، ولاريب في انه إذا استثنيت عوامل الوراثة الطبيعية لوحظ ان الموجه الحقيقي لكل فرد إنّما هو البيئة الأولى التي احتضنته صغيرا.. على ان عوامل البيئة تظل تعمل في الأفراد والجماعات، ولكن تأثيرها يقل كلما تقدم الإنسان في السن. ولقد أدرك المبشرون هذه الميزة في البشر.. هذه الميزة التي ينبغي ان تستغل في سبيل الإنسانية.. وفي سبيل جلاء شخصية الفرد، وبناء شخصية المجموع، ولكن المبشرين ضربوا بهذا كله عرض الحائط.. واستخدموا العلم والتعليم والدين في سبيل الهيمنة وامتصاص جهود وثروات الشعوب. وأول ما استخدم المبشرون التعليم لتنفيذ غاياتهم في افريقيا السوداء، وأوغندا.. وظل التعليم في يد المبشرين زهاء نصف قرن (1877 ـ 1925 )، ولما تأسس المجلس الاستشاري للتعليم الأفريقي تمثلت فيه الحكومة (البريطانية) والإرساليات التبشيرية والجماعات الأفريقية والأجنبية، وكان المبشرون الإنجليز يحملون أعضاء أساسية في إدارة هذه المدارس وفي جميع أنحاء أفريقيا، ثم اتسع التبشير اتساعاً عظيما بزيادة عدد المبشرين الذين بلغ عددهم في عام 1925 نحو (6300) مبشر في هذه القارة البائسة!(1) ________________________________ 1 ـ التبشير والاستعمار ـ عمر فروخ.