وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(569)ـ في انتظار زيارة الطبيب، وحينئذٍ تكون الفرصة سانحة حتى يبشر هذا الطبيب بين اكبر عدد ممكن من المسلمين ! اما إذا كان للأطباء المبشرين مستوصف أو مستشفى، فإن مهمتهم الثانية، تكون اسهل حينئذٍ، حيث ان الطبيب يستطيع ان يجد فرصا مناسبة لينشر بذور التبشير في قلوب المرضى، في هذه الحال يكون كل من دخل المستشفى أو أتى إلى المستوصف للمعالجة قد تلقى من طبيبه تلك الوصفة التي توجهه للقبول «بالاستعمار غير المباشر» تحت غطاء التبشير. وإذا أنت أردت ان تعرف مبلغ اهتمام هؤلاء الأطباء بالتبشير لا بالتطبيب، فاعلم ان نفرا منهم انشأوا مستوصفا في بلدة (الناصر) في السودان، وكان هؤلاء لا يعالجون المريض أبدا بعد ان يحملوه على الاعتراف بأن الذي يشفيه هو المسيح لا غيره! اما في الحبشة فكانت المعالجة لا تبدأ قبل ان يركع المرضى ويسألوا المسيح (الرب) ان يشفيهم، ومن الحيل التي استعملها المبشرون في وادي النيل، انهم استخدموا ثلاثة مراكب وجعلوها مستوصفات نقالة على النيل، وكانوا يعلنون عن مجيء الطبيب قبل ان يصل بوقت طويل، فيأتي الناس من كل صوب يحملون مرضاهم، وينتظر الجميع قدوم الطبيب... في هذه الأثناء يقم فيهم من يبشر فرحا بالجموع الغفيرة، من غير ان يتحرك ضميره لهذه الآلام التي يتحملها المرضى في وضح الشمس ومضض الانتظار عمدا وخداعاً ؟! 2 ـ المدارس: كانت العصور الوسطى في التاريخ الإنساني تدعى (العصور المظلمة) لأنها كانت عصورا خبا فيها نور العلم، فلما بزغ العلم بنوره على أوروبا من العالم