وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(407)ـ وإن نشر ما يزعم أنّه من عيوب مذهبه السابق فما هو إلا تهويش مردود عليه، وعلى من حرّضه، ولم أجد في هؤلاء من يعتبر كلامه أو يؤخذ برأيه، ولعل أكثر ما وجدته من كلامهم وكتبهم ومقالاتهم هو دالّ على أنّهم في الحقيقة ملحدون لا يؤمنون بمذهب ولا دين، وهم للكفر أقرب منهم للإيمان. وجميع الخلافات البسيطة السابقة، استخدمت فيما بعد عند هؤلاء، مع ما أُضيف إليها من تمحّلات تجاوزت جميع ما كانت عليه. وممّا لا شكّ فيه أنّ الخلافات القديمة كانت أقلّ ضرراً لو بقيت بحجمها، بل ما كان ضارّاً بالفعل منها، كان بالإمكان تحجيمه وتجاوزه بعد انقضاء أسبابه ودواعيه في أيامهم. ولكن الذي فُعِل - ويفعله بعضنا حتى اليوم - هو النفخ في تلك الخلافات لتزداد هواءً، وهوى، واستمرار استغلالها والإضافة إليها، مع معرفة الذي يعمل هذا أنّ مسعاه نفخة في رماد، أو صرخة في واد! وذلك لأنّ أصحاب الرأي المخالف لـه قد حصّنوا أنفسهم، وأضافوا إلى رأيهم الأدلّة، وحذفوا مواطن الخلل وعدّلوها وبدّلوها، وأوجدوا ما يخدم رأيهم من منافع، ولعلّ نفعها جاء لعوامل أُخرى غير التي كانت يوم وجودها، ولكنّها اليوم عند المنتفع بها مادّة خصبة لتعصّب وتزمّت وجمود وإثارة لأحقاد ما أنزل الله بها من سلطان، بل أمر سبحانه بوأدها واستئصال شأفتها، والفتنة أشدُّ من القتل، ولا يُحمد موقظ الفتنة! تقريب لا توحيد! إذن فنحن - الآن - جماعة تقريب لا جماعة توحيد، ورحم الله من عرف حدّهُ ووقف عنده. فعلينا جميعاً أنّ نقبل بالآخر، من غير مطالبة لـه بالذوبان فينا، أو إلزامه بما وصلنا