وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(244)ـ الفرقة والاختلاف. على أن عوامل أُخرى ساعدت على اتساع الفجوة بين المسلمين في الأخذ بهذه السُنة الشريفة، اقتصر في بحثي هذا على ذكر عاملين أساسيين هما: 1ـ العدالة المطلقة للصحابي لمجرد الصحبة. 2ـ الجرح والتعديل بالمذهب. أما العدالة المطلقة للصحابي لمجرد صحبته، وإعطاؤه قدسية بحيث يمنع حوله النقاش ولو فعل الأفاعيل وارتكب المنكرات وأزهق النفوس، ولو ورد فيه قرآن يتلى أو حديث يملى، فيُعمل على تأويله وصرفه إلى غير محله فأمر جدير بالبحث، إذ إن هناك من يمنع ذلك بحجة أن الصحابة هم طرق الأخذ بالسنة. فنحن نقول: لهذا الفرض نفسه، وللترابط الوثيق بين الصحابة والسنة يجب النظر في اختيار الطريق واختباره؛ فلو أننا سلكنا السبيل القويم والتزمنا الحجة الواضحة، وأخضعنا هذه المسألة المهمة للدراسة والنقاش الجادين، غير متأثرين بأي أثر تقليدي أو عاطفي، سواء في دراستنا لشخص الصحابي أو فيما رواه لبدا وجه الحقّ واضحاً ولظهر نور الإسلام ساطعاً ولاعتصم المسلمون بحبل الله متفقين غير متفرقين. وأما العامل الثاني (الجرح والتعديل لمجرد المذهب) فإن من اطّلع على كتب الجرح والتعديل وكتب المحدّثين يتضح لـه جليّاً أن أكثر الجرح بمجرد المذهب، ولعل للسياسة دوراً بارزاً في ذلك إضافة إلى التعصب المذهبي؛ ومن الشواهد على ذلك ما ذكره ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة إبراهيم بن الحكم بن ظهير؛ قال أبو حاتم: كذاب روى مثالب معاوية فمزقنا ما كتبنا عنه، أي أنهم مزّقوا ما كتبوا عنه من أحاديث السنّة لكونه روى أحاديث أخرى في مثالب معاوية. وإذا تأملنا في هذين العاملين الخطرين سنجد أنهما غير موضوعيين، أي لا يمكن