وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(243)ـ كذباً، فهو في يديه ويرويه ويعمل به ويقول: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، فلو علم المسلمون أنّه وهم فيه لم يقبلوه منه، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه. ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئاً يأمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شيء ثمّ أمر به وهو لا يعلم، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ، فلو علم انّه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه. وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله، مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وآله ولم يهم، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه، ولم ينقص منه فحفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ فجنب عنه وعرف الخاص والعام، فوضع كلّ شيء بوضعه وعرف المتشابه ومحكمه. وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام لـه وجهان، فكلام خاص وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله به ولا ما عنى رسول الله صلى الله عليه وآله، فيجمله السامع ويوجهه على غير معرفة لمعناه وما قصد به وما خرج من أجله، وليس كلّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من كان يسأله ويستفهمه، حتى إنهم كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي والطارئ فيسأله عليه السلام حتى يسمعوا، وكان لا يمرّ بي من ذلك شيء إلاّ سألت عنه وحفظته، فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم". فلقد أوضح الإمام عليه السلام وكرم الله وجهه معظم أسباب الخلاف والاختلاف، وبيّن أن بعضها مقصود به الدس والتلبيس على هذه الأُمة وبثّ الفرقة في صفوفها، وقد تزعم ذلك منافقو هذه الأُمة، وبعضها غير مقصود وهو ما كان على سبيل الخطأ والوهم وعدم الفهم والتنبه للناسخ والمنسوخ ومقاصد الشارع الحكيم. ثمّ بيّن الطريقة المثلى لجمع صفوف هذه الأُمة بأن الرابع هو الأحق بالأخذ عنه والإتباع لما يقوله ويرويه، وأنه لو تبيّنت الأُمة رشدها ولم تعدوه إلى غيره لما حدثت