وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(199)ـ كذا، فلا يخفى على المفسر مدى ضرر هذه الموضوعات في تفسير القرآن الكريم، لهذا نبّه العلماء على كثير من الروايات الموضوعة، وشخّصوا الكثير من الوضاعين، سمّوهم بحسب الأمر الحامل لهم على الوضع، وقد ذكر السيوطي أن أكثر الوضاعين ضرراً هم قوم ينسبون إلى الزهد والورع وضعوا الأحاديث احتساباً للأجر والثواب من عند الله تعالى بزعمهم الفاسد، فقبلت موضوعاتهم لثقة الناس بهم وركونهم إليهم نظراً لما نُبسوا إليه من الزهد والصلاح(1)، وقد كان من حجّة هؤلاء أنهم استدلوا بما روي في بعض طرق الحديث "من كذب عليّ متعمداً ليضل به الناس" وحمل بعضهم حديث: "من كذّب عليّ" أي قال: انه شاعر أو مجنون، وقال بعضهم: "إنّما نكذب لـه لا عليه"(2) ويروى أن بعضهم قد جوّز وضع الحديث في باب الترغيب والترهيب(3). وأمثلة الوضع كثيرة في التفسير، منها ما جاء عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم الذي كان يقال لـه: نوح الجامع، قال ابن حبان: "جمع كلّ شيء إلاّ الصدق"(4) وروى ابن الصلاح أنه قيل لنوح هذا: "من أين لك عن عكرمة، عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ؟ فقال أني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغاري محمد بن إسحاق فوضعت هذه الأحاديث حسبة" ونظراً لكثرة الوضع على ابن عباس في التفسير، قال الشافعي: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلاّ شبيه بمائة حديث"، عن أبي صالح عن ابن عباس، وقالوا: "فإذا انضم إلى ذلك محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب"(5). ________________________________ 1ـ تدريب الراوي 1: 281- 282، السيوطي. 2ـ تدريب الراوي 1: 283، السيوطي. 3ـ علوم الحديث: 90، ابن الصلاح 4ـ تدريب الراوي 1: 282، السيوطي. 5ـ الإتقان 4: 239، السيوطي.