وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

في حياته تعد خيراً لـه، وإنّما يأتي حديث الشرية إذا قيس إلى الإنسان وتضرره به، وهذا وصف انتزاعي لا واقعية له وراء واقعية منشأ انتزاعه. ومن الواضح أن الذي يحتاج إلى الجاعل هو الوجود النفسي للأشياء، لا ما يتأخر عن وجودها وينتزع في ظرف الإضافة والمقايسة. فإن قلت: كون الشر عدماً أو أمراً إضافياً لا ينافي كونه من الأمور الواقعية والمشهور عند الفلاسفة أن لاعدام المضاف حظا من الواقعية. قلت: نعم، ولكن هي تابعة في الجعل لمناشئ انتزاعها، فالمجعول بالحقيقة من الأشياء هي وجوداتها النفسية، وأما الوجودات الاضافية فهي مجعولة بالتبع أو بالعرض، والمفروض أن وجوداتها النفسية خيرات لاشرية فيها أذن لا حاجة إلى جاعل آخر وراء جاعل الخيرات(1). 3 ـ الشرك في الربوبية: «يظهر بالتدبر في آيات الكتاب المبين أن الشرك في الربوبية كان شائعاً بين الأقوام السالفة، فعلى الرغم من إقرارهم باختصاص الخالقية بالله سبحانه، كانوا معتقدين بأرباب متعددة ويحسبون أن الله تعالى رب الأرباب فهذا إبراهيم ـ عليه السلام ـ يركز في احتجاجاته مع المشركين في عصره على أبطال ربوبية الكواكب، وغيرها مما كانوا يعبدونها قال تعالى: ?فلما جن عليه الليل رأى كوكباًَ قال: هذا ربي فلما أفل، قال: لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغاً، قال: هذا ربي فلما افل، قال: لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة، قال: هذا ربي هذا أكبر، فلما أفلت قال: يا قوم إني بريء مما تشركون?(2)