وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويحكي سبحانه احتجاجه مع نمرود، ويقول: ?ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك، إذ قال إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت، قال: أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين?(1). فظاهر السياق أن نمرود كان يدعي لنفسه الربوبية فقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ بالاحتجاج عليه وأبطال دعواه، بأن للرب شؤوناً من الإحياء والأماتة والتصرف في عالم التكوين بما يشاء ونمرود وإن تمكن من التمويه والتغليط في مسألة الأحياء والأماتة، ولكن عجز عن ذلك فيما احتج عليه إبراهيم ـ عليه السلام ـ من أن ربه هو الذي يأتي بالشمس من المشرق، فإن يصدق هو في دعوى الربوبية فليأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر. ومما يدل على الشرك في الربوبية ما يحكيه القرآن عن يوسف ـ عليه السلام ـ من كلامه لصاحبيه في السجن، حيث قال: ?يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار?(2). ويدل على ذلك أيضاً ما يقصه القرآن من دعوى فرعون حيث كان يقول: ?أنا ربكم الأعلى?(3)، ومن هنا حين جاء موسى وهارون إليه وقالا له انهما رسولان من الرب المتعال، ?قال: فمن ربكما يا موسى؟? وأجابه موسى و?قال ربنا الذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثم هدى?(4). فقول فرعون(فمن ربكما) ليس إنكار لوجود خالق الكل وإنّما هو طلب منه للمعرفة بحال من اتخذاه إلها ورباً، فهو يقدر ولو كتقدير المتجاهل أن موسى وأخاه يدعوانه إلى بعض الإلهة التي يتخذ فيما بينهم ربا من دون الله، فيسأل عنه»(5).