يستخدمونها في جميع اتصالاتهم وعلاقاتهم. أضف إلى ذلك، أن اكتشاف واستثمار هذا الكنز الإتصالاتي الخفي، بوسعه هو الآخر تطوير التواصل بين المسلمين أكثر فأكثر. من ناحية اقتصادية، أو بعبارة أدق من حيث مستوى التقدم بين بلدان العالم، يبدو رغم التباينات الملحوظة التي تفصل بين البلدان الإسلامية، أن من الممكن تصنيفها ضمن فئتين رئيستين: البلدان المتوسطة التنمية، والبلدان الدانية التنمية. وللإيضاح نقول: إن السنوات القليلة المنصرمة شهدت تصنيفاً جديداً لبلدان العالم يوزعها على ثلاثة مستويات من التنمية، بدل مصطلحات عائمة نظير العالم الأول والثاني والثالث، أو بلدان الشمال والجنوب. إن تصنيف وضعته منظمة الأمم المتحدة بمؤشر "التنمية الإنسانية" ذي المعايير الثلاثة "إجمالي الناتج الداخلي الحقيقي للفرد الواحد" و"الأمل في الحياة" و"التعليم أو الأميِّة". بحسب هذا المؤشر، وبعد استثناء بروناي والكويت الداخلين في عداد البلدان ذات التنمية الراقية في العالم، يعد 25 بلداً إسلامياً ضمن فئة البلدان ذات التنمية المتوسطة في العالم، وهناك 25 بلداً إسلامياً آخر تنتمي للبلدان الدانية التنمية. النقطة الملفتة هي أنه باستثناء البلدان الآسيوية الأربعة؛ أفغانستان واليمن وبنغلادش وباكستان، تقع كافة البلدان الإسلامية الأخرى ذات التنمية الدانية في القارة الأفريقية (محسنيان راد، 1997، ص ص 3-6)، ولا شك أن هذه النقطة تستطيع أن تؤثر وبشكل جاد في تنمية السياحة بين هذه البلدان، وإقامة حلقة متبادلة متساوية فيما بينها، ولعب دور مهم في تقسيم الثروة بشكل عادل بين أقاليم العالم الإسلامي، وبإمكان المؤسسات والتقاليد الإسلامية المشار إليها سابقاً إيجاد تسهيلات ملحوظة للمضي في هذا السبيل. ونظراً للمساحة الجغرافية الواسعة التي تشغلها البلدان الإسلامية، لا يمكن الزعم بأن مسلمي هذه البلدان متساوون في الوصول لكل بقعة من بقاع الكوكب الأرضي، وبنفس السهولة، لكن يتسنى في الوقت ذاته استذكار أنه نادراً ما يفصل بلد أو بلدان غير إسلامية في كل أرجاء المعمورة، بين البلدان الإسلامية بالنحو الذي يجعل وصول المسلمين إلى بعضهم مشوباً بصعوبات حقيقية. وبالتالي، كما في الحالة الإقتصادية، يمكن توزيع البلدان الإسلامية من حيث التقارب الجغرافي إلى عدة مجاميع. طبعاً ينبغي أن نضيف لكل هذه الطروحات تطور تقنيات النقل والمواصلات في العالم المعاصر، على الرغم من أن مراجعة تأريخ الحضارة الإسلامية يعلمنا أن الفواصل الظاهرية في عهود الإفتقار لهذه التقنيات، لم تشكل إطلاقاً موانع تحول دون تواصل المسلمين. يجدر الذكر هنا بأن هذه الأنشطة وفي رؤية أكثر شمولاً سوف لن تقتصر على عملية