ثقافة مفروضة لا تتفجر تلقائياً وبشكل طبيعي، إنّما تفرضها تحولات المجتمع الصناعي بنحو قهري، ويعاد فيها تشكيل التجليات الأدبية والفنية بشكل كاذب تبعاً لمقتضيات الإنتاج الصناعي الوفير، ليقصف بها الجميع تحت شعار "الكل متساو في فرص التمتع بالثقافة". ثقافة مفروضة لا تتفجر تلقائياً وبشكل طبيعي، إنّما تفرضها تحولات المجتمع الصناعي بنحو قهري، ويعاد فيها تشكيل التجليات الأدبية والفنية بشكل كاذب تبعاً لمقتضيات الإنتاج الصناعي الوفير، ليقصف بها الجميع تحت شعار "الكل متساو في فرص التمتع بالثقافة". يعتبر النقاد الثقافة الأميركية أبرز مصاديق الثقافة العامة، ويعدّون العملية المسماة "أمركة الثقافة" إحدى أهم مضاعفات الثقافة العامة. هذا الفريق يرى أن أمركة الثقافة تشكل النواة الأصلية للثقافة العامة. هناك عدة عوامل ساعدت على ولادة أسهل ونمو أسرع للمجتمع العام في الولايات المتحدة الأميركية. والواقع أن أميركا كانت ثمرة الرأسمالية الأوروبية التي برزت إلى السطح منذ عصر الرأسمالية التجارية، وبهذا يتسنى القول أن أميركا في هذه الفترة هي الأوهى جذوراً وأضعف أصولاً بين البلدان الأخرى. عند هجرة الأوروبيين لهذه الأرض الجديدة، كان السهم الأوفر من نصيب من لم يكن لهم نصيب في أوروبا، أو قل من نصيب منبوذي المجتمع. وقد اصطحبت هذه الطائفة بحسب طبيعتها العناصر الأكثر عامِّية في ثقافة أوروبا، وأخذتها معها إلى الأرض الجديدة، وتركت العناصر الراقية في المجتمع الأوروبي. في مثل هذه الظروف، أدى الإفتقار للتقاليد الإقطاعية والملكية والأرستقراطية مضافاً إلى التحولات المبكرة في مضمار التقنية، أدى كل هذا إلى أن تكون أميركا مظهراً للثقافة العامة في مطلع القرن العشرين. لذلك انطلقت أول الإعتراضات ضد أميركا وأمركة الثقافة من بريطانيا وفرنسا بوصفهما القمم الأشمخ للثقافة الأوروبية. إن ظهور وتنامي هذه الثقافة الجديدة في المجتمع المعاصر، أسفر عن مضاعفات سلبية أخرى، شكلت المبررات الأصلية لانتقادات وجهت للمجتمع العام، ووسائل الإعلام العامة، والثقافة العامة. التبعة الأولى لهذه الهيمنة تمثلت في ردود الأفعال المحافظة والتحررية الصادرة عن الثقافة الراقية حيال الثقافة الجديدة بوصفها ثقافة منحطة قائمة على تسافل الذوق الأدبي والفني، وهو ما يتجلى بكل وضوح في روايات وقصص وأفلام الثقافة العامة. النقد الآخر الذي يوجّه لهذه الثقافة هو أن علاقات الأفراد في المجتمع العام كعلاقة حبات الرمل المنفصلة عن بعضها رغم اجتماعها. المثال الناصع لهذه الحالة هي ارتباط مشاهدي الفيلم السينمائي مع بعضهم وهم في صالة العرض. هذا الإتصال الذي يتم بنحو غير مباشر عن طريق اتصال كل فرد بأحداث الفيلم وأبطاله بشكل مستقل، ليس اتصالاً ذهنياً بطبيعة الحال، إنّما هو اتصال عصبي قائم على الهياج الروحي. إن الأفراد بإقامتهم مثل هذه الأواصر الكاذبة، يتحلون بجدارة أكبر للعيش في المجتمع العام. إن ظهور وتنامي هذه الثقافة الجديدة في المجتمع المعاصر، أسفر عن مضاعفات سلبية أخرى، شكلت المبررات الأصلية لانتقادات وجهت للمجتمع العام، ووسائل الإعلام العامة، والثقافة العامة. التبعة الأولى لهذه الهيمنة تمثلت في ردود الأفعال المحافظة والتحررية الصادرة عن الثقافة الراقية حيال الثقافة الجديدة بوصفها ثقافة منحطة قائمة على تسافل الذوق الأدبي والفني، وهو ما يتجلى بكل وضوح في روايات وقصص وأفلام الثقافة العامة.