وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

السياحة العامة وعملية العولمة تحدثنا إلى هنا عن عملية السياحة كإتصال فردي يتمتع بسمات ومميزات خاصة قياساً إلى باقي أنماط الإتصال، وقد يتعرض أحياناً لحالات تشويش واختلال. والآن نحاول الخوض في هل أن الإتصال الفردي الذي تحققه السياحة العصرية، يتم غالباً بشكل متوازن، أم أن عوامل متعددة تعد من مضاعفات الحضارة الغربية، تؤدي إلى توجيه أو تدجين مصطنع ودائم لهذه العملية التواصلية ؟ للتوفر على إجابة مناسبة لهذه القضية، يجدر بنا التعمق أكثر في الطابع العام لشتى نواحي الحياة الإنسانية المعاصرة كالإنتاج، والمجتمع، والثقافة، والإتصالات، وبالتالي السياحة. تنامى الإهتمام بمفهوم "العامة" (Mass) طيلة العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين بين المنظِّرين والنقاد الإجتماعيين، وأثير كأول نظرية كلاسيكية ترتبط بالثقافة. بعد الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر التي يرمز لولادتها بتأريخ 1750 للميلاد، إنطلقت الموجة الثانية للحداثة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بظهور المدنية، وسلطة التقنية الحديثة، وعملية التصنيع والإنتاج الوفير "العام"، وتفشي الطابع التجاري، وظهور وسيادة وسائل الإعلام العامة، وبالتالي انتقال الدور الأساس من الإنتاج إلى التوزيع. هذه التحولات التي شهدها حقل التقنيات استتبعت تغيرات في المجتمع والعلاقات الإجتماعية، أسفرت أخيراً عن تبلور نمط خاص من المجتمعات الإنسانية التي نسميها "المجتمع العام". المجتمع العام هو في حقيقته حصيلة انهيار التضامنات التقليدية، وتبدد الأمن، وضعف المؤسسات والعلاقات الإجتماعية الماضية، وظهور شكل من الفصام واللاقيمية في المجتمع الحديث. في هذا المجتمع، تحول الإنسان إلى ذرة في المدن العملاقة يتذوق مرارة التوحد الحقيقي والنفي القاسي. هذه العزلة المفروضة، وما ينجم عنها من تعطش شديد للتواصل والإرتباط، مهد الأرضية لهيمنة طبقات جديدة وسيادة صناع الثقافة في المجتمع العام أي وسائل الإعلام العامة. إن الثقافة الجديدة التي سادت لردم فراغ يعاني منه المجتمع العام بفعل المؤسسات الجديدة المهيمنة عليه، هي ما نسميها بـ "الثقافة العامة". من السمات المهمة لنظرية "الثقافة العامة" تمييز هذا اللون من الثقافة عن "الثقافة الشعبية" و"الثقافة الراقية". تعبر الثقافة الشعبية عن الحاجات والتطلعات الحقيقية للناس، والتي تتبلور وتظهر تلقائياً في الفلكلور. ومقابل ذلك فإن الثقافة الراقية ثقافة لها استقلالها الخاص، وتعبر عن ذوق فني وأدبي حقيقي لطبقة ممتازة في المجتمع. أما الثقافة العامة فهي