وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 286 ] الحواس غير مستور عن القلوب الصافية، أو مستتر من غير ستر يستره، لأن الستر العرفي إنما يستر الأجسام وتوابعها. (فجعله كلمة تامة) (1) أي فجعل ذلك الاسم كلمة تامة لكماله وتمامه بالذات وعدم كونه تابعا ________________________________________ = صفات الاسم كما هو الحق يجب تشخيص معنى الاسم من التدبر في هذه الصفات فقوله بالحروف غير متصوت يدل على أن المراد بالاسم هنا ليس لفظه بل هو شئ غير الكلام والحروف ولا بد أن يكون من الحقائق الخارجية وقوله " بالشخص غير مجسد " دليل على أن هذا المخلوق غير جسماني بل موجود مجرد روحاني إذ الممكن لا يخرج عن هذين القسمين وكذلك أكثر ما ذكره بعده يؤكد عدم كونه جسما وقوله بالتشبيه غير موصوف يدل على عدم كونه عقلا أو نفسا إذ لو كان أحدهما لكان شبيها بهما إلا أن يدعي تبادر عدم التشبه بالجسمانيات وقوله " محجوب عنه حس كل متوهم " ينفي كل شئ يمكن توهمه أي تصوره كالنفس والعرض إذ لو كان اللفظ صوتا لم يحجب عن حس السمع ولو كان نفسا لم يحجب عن الإدراك مطلقا فإن النفس معقول للناس عامة فبقى أن يكون شيئا فوق العقل أو في مرتبة العقل الكلي والأول أظهر فإن العقل معقول أيضا ثم أن الشئ الذي فوق العقل بناء على ما سبق من أن العقل أو ما خلق الله لا يكون غير الله تعالى وصفاته فتحصل من جميع ذلك أن الاسم هنا هو الذات باعتبار صفة وتتكثر الأسماء بتكثر الصفات وليس تكثر الصفات والأسماء تكثرا حقيقيا لأن صفاته تعالى عين ذاته بل تكثرها تكثر اعتباري وعلى هذا فمعنى قوله (عليه السلام) خلق اسما ليس بمعناه المتبادر من إيجاد شئ مباين مفارق لذات واجب الوجود بل بمعنى استلزام الذات للصفات المستلزمة للأسماء نعم يصح نسبة الخلق بمعناه المتبادر إلى الأسماء باعتبار مظاهرها، وقال القاضي سعيد (قدس سره) أن هذه الصفات لا توجد إلا في العقل الأول الكلي فذلك الاسم عبارة عنه قال أستادنا في العلوم الدينية في جامعة الوافي الاسم دل على الذات الموصوفة بصفة معينة سواء كان لفظا أو حقيقة من الحقائق الموجودة في الأعيان فإن الدلالة كما يكون بالألفاظ كذلك يكون بالذات إلى آخره. ثم قال القاضي ولك أن تحمل ذلك الاسم المقدس على الأمر النازل من المبدء الأعلى بظهور الصادر الأول بحيث يكون الصادر الأول مظهرا لذلك الأمر وعند محققي أهل العرفان بالوجود اللابشرط وعند بعضهم بالمرتبة الواحدية وعند طايفة بمرتبة الإلوهية وعند آخرين بالفيض الأقدس وبالجملة هو المعنى الذي يتحقق به الأشياء وهي تستفيده من المبدء الأعلى وهو حقيقة مجهولة. انتهى كلام القاضي. وله تحقيقات رشيقة لا يسع المقام وأما صدر المتألهين (قدس سره) فبعد ما أمعن في معاني أوصاف هذا الاسم في الحديث قال فلم يبق في الاحتمال العقلي إلا أحد أمرين أما الوجود المطلق والفضل الرحماني أو العقل المفارق وكل منهما صالح محتمل في جليل النظر بصدق هذه النعوت والاوصاف عليه إلا أن دقيق النظر يرجع الأول بوجوه من الترجيح بعضها ذكر وعلم وبعضها سيظهر انتهى كلامه وهو أصل كل تحقيق لغيره. (ش) 1 - قوله " فجعله كلمة تامة " كل اسم يدل على الذات باعتبار صفة من صفاته تعالى كالعالم للذات باعتبار صفة العلم والقهار باعتبار صفة القهر لكن الاسم الأول سمة للذات باعتبار جميع الصفات الكمالية مما نعلمها أو لا نعلمها ولذلك سماه (عليه السلام) كلمة تامة فإن قيل كيف لم يصرح (عليه السلام) بهذا الاسم ولم يبين ما هو قلنا لأنه لا يوجد في لغة يفهمها الإنسان كلمة تدل أو اسم ينبئ عن الذات باعتبار جميع صفاته وإن كان قد يقال إنه هو الله = (*) ________________________________________