وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 368 @ ولعله لوضوحها ، أو لإشعار كلامه بها تركها ، ( منها كونه عاقلاً ) وهذا واضح جداً ، لأن المجنون أسوأ حالاً من الصبي ، ( ومنها كونه ذكراً ) ويحتمله كلام الخرقي لذكره ما تقدم بصيغة التذكير ، وذلك لما تقدم من قوله : ( القضاة ثلاثة ) قال : ( فرجل ) إلى آخره ، وظاهره حصر القضاة في الثلاثة الموصوفين بما ذكر . .
وعن أبي بكرة رضي اللَّه عنه قال : لما بلغ رسول اللَّه أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى ، قال : ( لن يفلح قوم أولوا أمرهم امرأة ) رواه البخاري والنسائي والترمذي وصححه ، ولأن القاضي يحضره الرجال ، ويحتاج فيه إلى كمال رأي ، وتمام عقل ، وفطنة ، والمرأة لا تحضر محافل الرجال ، وهي ناقصة عقل بدليل النص ، قليلة رأي وفطنة ، وقد نبه اللَّه سبحانه على ذلك بقوله تعالى : [ ب 2 ] 19 ( { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ، أن تضل إحداهما الأخرى } ) [ ب 1 ] فأشار سبحانه إلى كثير نسيانها وغلطها ، ( ومنها ) أن يكون متكلماً سميعاً بصيراً ، لأن الأخرس يتعذر عليه النطق بالحكم ، وإشارته إن فهمت لن لا يفهمها كل أحد ، والأصم لا يسمع قول الخصمين ، والأعمى لا يعرف المدعي من المدعى عليه ، والشاهد من المشهود له ، ( واختلف ) هل يشترط كونه كاتباً ، وهو الذي أورده ابن حمدان مذهباً ، حذاراً من أن يخفي عليه ما يكتبه كاتبه ، فربما دخل عليه الخلل ، أو لا يشترط ، وهو ظاهر كلام عامة الأصحاب ، الخرقي وأبي بكر ، وابن عقيل في التذكرة ، والشيرازي وابن البنا وغيرهم ، ونصبه أبو محمد للخلاف ، نظراً إلى النبي كان أمياً ، وهو سيد الحكام ؟ على قولين ، ( وكذلك اختلف ) أيضاً في اشتراط كونه زاهداً ، والمذهب عدم الاشتراط ، وحكى ابن حمدان قولاً بالاشتراط وظاهر كلام أبي بكر في التنبيه أنه يشترط أن يكون أعلم من غيره ، وهو يرجع إلى صحة تولية المفضول مع وجود الفاضل ، والمذهب الصحة فيما أظن . .
( تنبيهات ) ( أحدها ) ما يتصور فقده من هذه الشروط إذا فقد في الدوام أزال الولاية ، إلا فقد السمع أو البصر فيما ثبت عنده ولم يحكم به ، فإن ولايته ثابتة فيه ، ( الثاني ) العاقل من عرف الواجب والممتنع والممكن ، وما ينفعه وما يضره غالباً ، والعقل ضرب من العلوم الضرورية ، مثل العلم باستحالة اجتماع الضدين ونحوه ، قاله القاضي وغيره ، وقال التميمي : هو نور كالعلم ، وعن إبراهيم الحربي ، عن أحمد أنه قال : العقل غريزة ، والحكمة فطنة ، والعلم سماع ، والرغبة في الدنيا هوى ، والزهد فيها عفاف . .
قال القاضي : معنى قوله أنه غريزة ، أنه خلق اللَّه ابتداء وليس باكتساب ، وللناس فيه أقوال كثيرة ، وهل محله القلب أو الدماغ ؟ فيه روايتان ، المختار منهما