ومن حصله أي حفظ مسائله في ذهنه فقد حصل له جزيل الحظ أي النصيب الوافر أي الكثير الأجر لأنه أي هذا الكتاب البحر لكن بلا ساحل أي ريف وشاطىء وهو كناية عن سعته وكثرة ما حواه من النفائس ووابل القطر أي شديد المطر غير أنه متواصل كناية عن كثرة مدده بحسن عبارات ورمز إشارات مومئة إلى فهم معنى آخر غير الذي يظهر منها وتنقيح أي تهذيب معاني وتحرير مباني أي مباني محررة راجيا بذلك أي طامعا بجمعي لهذا الكتاب على هذه الصفات تسهيل بيان الأحكام الشرعية على المتفقهين أي المتفهمين للمسائل الشرعية و راجيا حصول المثوبة أي الجزاء والإنعام أي الإكرام من رب العالمين أي مالك أصناف الخلق وسميته أي هذا الكتاب غاية المنتهى في جمع الإقناع والمنتهى فهو من باب التسمية بجملة ليدل اسمه على ما تضمنه والمراد بالشيخ أي مرادي حيث أطلق شيخ الإسلام وبحر العلوم العقلية والنقلية أبو العباس أحمد تقي الدين بن عبد الحليم بن شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية الحراني ولد يوم الاثنين عاشر وقيل ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وتوفي ليلة الاثنين عشري ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وكان إماما مفردا أثنى عليه الإعلام من معاصريه فمن بعدهم حتى أفردت ترجمته بالتأليف وامتحن بمحن وخاض فيه أقوام حسدا ونسبوه للبدع والتجسيم افتراء منهم وهو بريء من ذلك كما تشهد بذلك مصنفاته التي ملأت الخافقين وكفى به شهادة شيخ الجرح والتعديل الحافظ الذهبي فإنه قال لم تر عيني