[ 42 ] كنز لا ينفد عز من قنع ذل من طمع الهى ان لم تبتدئنى الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي اليك في واضح الطريق التوفيق توجيه الاسباب نحو المطلوب الخير لما صار المقام مقام الانس بعد ذكر الفقرات السابقة سيما ما دل على الفواضل بالنسبة إلى الداعي كالارقاد والايقاظ والكف المذكورات اضاف الداعي الهه إلى نفسه وهذه الاضافة تشريفية وفيها من الابتهاج والالتذاذ ما لا يخفى على المحبين وبمثل هذه الاضافة اسكر ابليس اللعين حيث قال تعالى وان عليك لعنتي إلى يوم الدين واسناد الابتداء إلى الرحمة اسناد مجازى من باب الاسناد إلى المفعول له وهو حصولي وكلمة من استفهامية مبتدأ خبره السالك والباء بعده للتعديه وواضح الطريق من اضافة الصفة إلى الموصوف والمراد بالرحمة رحمته التى وسعت كلشئ ونور وجهه الذى اضاء به كلشئ وفيئ وقد مر بعض نعوته والمقصود انه تعالى ولي التوفيق ومسبب الاسباب ولولا توفيقه وتسبيبه لم يمكننا معرفته والسلوك نحوه فله الحمد على توفيق الحمد وهو المبتدء بالنعم قبل استحقاقها وفيه اشارة إلى ان ما منه في هذا السلوك عين ما إليه وان فاتحة كتاب الكون عين الخاتمة اول الفكر اخر العمل وقد ثبت في مباحث الغايات التى هي اشرف اجزاء الحكمة ان العلة الغائية في كل فعل تعود إلى الفاعل بالاخرة اما في الفعل الكلى لفاعل الفواعل فلانه لا غرض اخر يعلل فعله سوى ذاته ولا يجوز الاستكمال على ذاته واما في فعل غيره فلان ذاته ناقصة فاعل وذاته كاملة غاية والناقص من شئ وكامله ليسا مباينين والا لم يكن الناقص ناقصا من ذلك الكامل ولا الكامل كاملا لذلك الناقص وايض الغاية مؤخرة عينا مقدمة ذهنا وهى علة فاعلية الفاعل والاشياء تحصل بانفسها في الذهن فالريان يطلب الريان والشبعان ينبغى الشبعان وهكذا إذ ما لم يقم صورة الري مثلا بنفس طالب الري ولم يحط به خبرا لم يمكنه الطلب وما لم يكن للماء نحو وجود ووجدان ونشأة بروز في الاذهان لم يمكن طلب الماء قال ابن الفارض ولولا شذاها ما اهتديت لمالها ؟ ؟ ولولا سناها ما تصورها الوهم وبالجملة من الاسباب الموجهة نحو المطلوب الذى هو خير محض معروفيته ومعروفية الشئ هي هو وكيف لا يكون من الاسباب بل راسها وسنامها ومن (المملات) ؟ ؟ ان طلب المجهول المطلق محال ومطلوبية الشئ على حسب معروفية ذاته وكمالات ________________________________________