( 36 ) 5. كلمة لاَبي حيان الاَندلسي (المتوفّـى 754 هـ): قال أبو حيان الاَندلسي: ومن ذهب إلى قراءة النصب في (وأرجلكم) عطف على قوله فاغسلوا وجوهكم وأيديكم، وفصل بينهما بهذه الجملة التي هي قوله: (امسحوا برءُوسكم) فقوله بعيد لاَنّ فيه الفصل بين المتعاطفين بجملة انشائية، وقراءة (وأرجلكم) بالجر تأبى ذلك. (1) 6. كلمة للشيخ الحلبي (المتوفّـى 956 هـ): قال الشيخ إبراهيم الحلبي عند تفسير الآية: "قرىَ في السبعة بالنصب والجر ، والمشهور انّ النصب بالعطف على وجوهكم، والجر على الجوار ؛ والصحيح أنّ الاَرجل معطوفة على الروَوس في القراءتين، ونصبها على المحل، وجرّها على اللفظ، وذلك لامتناع العطف على وجوهكم، للفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجملة أجنبية، هي (وامسحوا برءُوسكم) والاَصل أن لا يفصل بينهما بمفرد، فضلاً عن الجملة، ولم يسمع في الفصيح نحو "ضربت زيداً ومررت ببكر وعمراً" بعطف "عمراً" على "زيداً" وأمّا الجر على الجوار، فإنّما يكون على قلّة في النعت، كقول بعضهم: "هذا جحر ضب خرب"، أو في التأكيد، كقول الشاعر: يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلّهم * أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب بجر كلهم، على ما حكاه الفرّاء. وأمّا في عطف النسق فلا يكون، لاَنّ العاطف يمنع المجاورة". (2) ____________ 1 . تفسير النهر الماد: 1|558. 2. غنية المتملّـي في شرح منية المصلي، المعروف بحلبي كبير: 16.