@ 313 @ لمرسلون ، وما علينا إلا البلاغ المبين ، قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ، قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ، وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ، اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ، وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ، إني إذا لفي ضلال مبين ، إني آمنت بربكم فاسمعون ، قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون ، بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) ^ . | تقدم الكلام على اضرب مع المثل في قوله : ^ ( أن يضرب مثلا ما بعوضة ) ^ [ البقرة : 26 ] والقرية : انطاكية فلا خلاف في قصة أصحاب القرية ( إذ جاءها المسلون ) هم ثلاثة جمعهم في المجيء وإن اختلفوا في زمن المجيء ( إذ أرسلنا إليهم اثنين ) الظاهر من ( أرسلنا ) أنهم أنبياء أرسلهم الله ، ويدل عليه قوله المرسل إليهم ( ما أنتم إلا بشر مثلنا ) وهذه المحاورة لا تكون إلا مع من أرسله الله . وهذا قول ابن عباس وكعب . وقال قتادة : ' وغيرهم من الحواريين بعثم عيسى - عليه السلام - حين رفع وصلب الذي ألقي عليه الشبه فافترق الحواريون في الآفاق فقص الله قصة الذين ذهبوا إلى أنطاكية وكان أهلها عباد أصنام صادق وصدوق قاله وهب وكعب الأحبار ' ، وحكى النقاش بن سمعان ويحنا . وقال مقاتل : ' تومان ويونس ' . ( فكذبوهما ) أي : دعواهم إلى الله وأخبرا بأنهما رسول الله فكذبوهما ( فعززنا بثالث ) أي : قوينا وشددنا قاله مجاهد وابن قتيبة . وقال : يقال تعزز لحم الناقة إذا صلب ' . وقال غيره : يقال المطر يعزز الأرض إذا لبدها وشدها ، ويقال للأرض الصلبة القرآن هذا على قراءة تشديد الزاي ، وهي قراءة الجمهور . وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو بكر والمفضل وأبان بالتخفيف . قال أبو علي : : ' فغلبنا ' ، انتهى وذلك من قولهم : : من عزني وقوله تعالى ^ ( وعزني في الخطاب ) ^ ، وقرأ عبد الله ( بالثالث ) بألف ولام . والثالث . شمعون الصفا قاله ابن عباس . وقال كعب ووهب ' شلوم ' . وقيل : يونس . وحذف مفعول ( فعززنا ) مشددا . أي : قويناهما بثالث . مخففا . فغلبناهم . أي : بحجة ثالث وما يلطف به من التوصل إلى الدعاء إلى الله حتى من الملك على ما ذكر في قصتهم . وستأتي هي أو بعض منها إن شاء الله وجاء أولا ( مرسلون ) بغير لام ، لأنه ابتداء أخبار فلا يحتاج إلى توكيد بعد المحاورة ( لمرسلون ) بلام التوكيد لأنه جواب عن إنكار ، وهؤلاء أمة أنكرت النبوات بقولها ( وما أنزل الرحمن من شيء ) وراجعتهم الرسل بأن ردوا إلى الله ، وقنعوا بعلمه ، وأعلموهم أنهم إنما عليهم البلاغ فقط ، وما عليهم من هداهم وضلالهم ، وفي هذا وعيد لهم . ووصف البلاغ بالمبين وهو الواضح بالآيات الشاهدة بصحة الإرسال كما روي في هذه القصة من المعجزات الدالة على صدق الرسل من إبراء الأكمة والأبرص وإحياء الميت ^ ( قالوا إنا تطيرنا بكم ) ^ أي : تشاءمنا . قلال مقاتل : ' احتبس عليهم المطر ' . وقال آخر : ' أسرع فيهم الجذام عند تكذيبهم الرسل ' ، قال ابن عطية : ' والظاهر أن تطير هؤلاء كان ما سبب ما دخل فيهم من اختلاف الكلمة ، وافتتان الناس . وهذا على نحو تطير قريش بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى نحو ما خوطب به موسى - عليه السلام - ' وقال الزمخشري : ' وذلك أنهم كرهوا دينهم ، ونفرت منه نفوسهم ، وعادة الجهال أن يتمنوا بكل شيء مالوا إليه واشتهوه ، وقبلته طباعهم ، وتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه ، فإن أصابتهم نعمة ، أو بلاء قالوا ببركة هذا ، وبشؤم هذا ، كما حكى الله عن القبط ^ ( وإن نصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) ^ [ الأعراف : 131 ] وعن مشركي مكة ^ ( وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ) ^ [ النساء 78 ] انتهى . وعن قتادة : ' إن أصابنا شيء كان من أجلكم ( لنرجمنكم ) بالحجارة . قاله قتادة ( عذاب أليم ) هو الحريق . ( قالوا طائركم معكم ) أي : حظكم وما صار لكم من خير أو شر معكم . أي من أفعالكم ليس هو من أجلنا بل بكفركم . وقرأ الحسن وابن هرمز وعمرو بن عبيد وزر بن حبيش ( طيركم ) بياء ساكنة بعد الطاء . وقرأ الحسن فيما نقل ( أطيركم ) مصدر ' أطير '