وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مجانا تفضلا واحسانا فلا تعارض بين الآية والحديث الذى تقدم في السببية جمعا بين الادلة فالباء في الحديث سببية وفى الآية للمقابلة ونقله شيخنا أيضا هكذا ( وللمجاوزة كعن وقيل تختص بالسؤال ) كقوله تعالى ( فاسأل به خبيرا ) أي عنه يخبرك وقوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع أي عن عذاب قاله ابن الاعرابي ومنه قول علقمة فان تسألوني بالنساء فانني * بصير بادواء النساء طبيب أي عن النساء قاله أبو عبيد ( أو لا تختص ) به ( نحو ) قوله تعالى ( ويوم تشقق السماء بالغمام ) أي عن الغمام وكذا قوله تعالى السماء منفطر به أي عنه ( و ) قوله تعالى ( ما غرك بربك الكريم ) أي ما خدعك عن ربك والايمان به وكذلك قوله تعالى وغركم بالله الغرور أي خدعكم عن الله تعالى والايمان به والطاعة له الشيطان ( وللاستعلاء ) بمعنى على كقوله تعالى ومنهم ( من ان تأمنه بقنطار ) أي على قنطار كما توضع على موضع الباء في قول الشاعر إذا رضيت على بنو قشير * لعمر الله أعجبني رضاها أي رضيت بى قاله الجوهرى وكذلك قوله تعالى وإذا مروا بهم يتغامزون بدليل قوله وانكم لتمرون عليهم ومنه قول الشاعر أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب وكذلك قولهم زيد بالسطح أي عليه وقوله تعالى لو تسوى بهم الارض أي عليهم ( وللتبعيض ) بمعنى من كقوله تعالى ( عينا يشرب بها عباد الله ) أي منها ومنه قول الشاعر * شربن بماء البحر ثم ترفعت * وقول الآخر فلثمت فاها آخذا بقرونها * شرب الشريب ببرد ماء الحشرج وقيل في قوله تعالى يشرب بها عباد الله ذهب بالباء الى المعنى لان المعنى يروى بها عباد الله وعليه حمل الشافعي قوله تعالى ( وامسحوا برؤسكم ) أي ببعض رؤسكم وقال ابن جنى واما ما يحكيه أصحاب الشافعي من ان الباء للتبعيض فشئ لا يعرفه أصحابنا ولا ورد به ثبت * قلت وهكذا نسب هذا القول للشافعي ابن هشام في شرح قصيدة كعب وقال شيخ مشايخ مشايخنا عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشيته عليه الذى حققه السيوطي ان الباء في الآية عند الشافعي للالصاق وأنكر ان تكون عنده للتبعيض وقال هي للالصاق أي ألصقوا المسح برؤسكم وهو يصدق ببعض شعره وبه تمسك الشافعي ونقل عبارة الام وقال في آخرها وليس فيه ان الباء للتبعيض كما ظن كثير من الناس قال البغدادي ولم ينسب ابن هشام هذا القول في المغنى الى الشافعي وانما قال فيه ومنه أي من التبعيض وامسحوا برؤسكم والظاهر ان الباء للالصاق أو للاستعانة وان في الكلام حذفا وقلبا فان مسح يتعدى الى المزال عنه بنفسه والى المزيل بالباء والاصل امسحوا رؤسكم بالماء فقلب معمول مسح انتهى قال البغدادي ومعنى الالصاق المسح بالرأس وهذا صادق على جميع الرأس وعلى بعضه فمن أوجب الاستيعاب كمالك أخذ بالاحتياط وأخذ أبو حنيفة بالبيان وهو ما روى انه مسح ناصيته وقدرت الناصية بربع الرأس ( وللقسم ) وهى الاصل في حروف القسم وأعم استعمالا من الواو والتاء لان الباء تستعمل مع الفعل وحذفه ومع السؤال وغيره ومع المظهر والمضمر بخلاف الواو والتاء قاله محمد بن عبد الرحيم الميلاني في شرح المغنى للجاربردى في شرح الانموذج للزمخشري الاصل في القسم الباء والواو تبدل منها عند حذف الفعل فقولنا والله في المعنى أقسمت بالله والتاء تبدل من الواو في تالله خاصة والباء لاصالتها تدخل على المظهر والمضمر نحو بالله وبك لافعلن كذا والواو لا تدخل الا على المظهر لنقصانها عن الباء فلا يقال وك لافعلن كذا والتاء لا تدخل من المظهر الا على لفظة الله لنقصانها عن الواو انتهى * قلت وشاهد المضمر قول غوية بن سلمى الا نادت امامة باحتمالى * لتحزنني فلا بك ما أبالى وقد ألغز فيها الحريري في المقامة الرابعة والعشرين فقال وما العامل الذى نائبه أرحب منه وكرا وأعظم مكرا وركثر لله تعالى ذكرا قال في شرحه هو باء القسم وهى الاصل بدلالة استعمالها مع ظهور فعل القسم في قولك ( أقسم بالله ) ولدخولها أيضا على المضمر كقولك بك لافعلن ثم أبدلت الواو منها في القسم لانهما جميعا من حروف الشفة ثم لتناسب معنييهما لان الواو تفيد الجمع والباء تفيد الالصاق وكلاهما متفق والمعينان متقاربان ثم صارت الواو المبدلة منها أدور في الكلام وأعلق بالاقسام ولهذا ألغز بأنها .
أكثر لله ذكرا ثم ان الواو أكثر موطنا لان الباء لا تدخل الا على الاسم ولا تعمل غير الجر والواو تدخل على الاسم والفعل والحرف وتجر تارة بالقسم وتارة باضمار رب وتنتظم أيضا مع نواصب الفعل وأدوات العطف فلهذا وصفها برحب الوكر وعظم المكر ( وللغاية ) بمعنى الى نحو قوله تعالى وقد ( أحسن بى أي أحسن الى وللتوكيد وهى الزائدة وتكو زيادة واجبة كاحسن بزيد أي أحسن زيد ) كذا في النسخ والصواب حسن زيد ( أي صار ذا حسن وغالبة وهى في فاعل كفى ككفى بالله شهيدا و ) تزاد ( ضرورة كقوله ألم يأتيك والانباء تنمى * بما لاقت لبون بنى زياد ) وفى اللباب وتكون مزيدة في الرفع نحو كفى بالله والنصب في ليس زيد بقائم والجر عند بعضهم نحو * فأصبحن لا يسألنه عن بما به * انتهى وقد أخل المصنف في سياقه هنا وأشبعه بيانا في كتابه البصائر فقال العشرون الباء الزائدة وهى المؤكدة وتزاد في الفاعل كفى بالله شهيد أحسن بزيد أصله حسن زيد وقال الشاعر