غيرهم قال شيخنا والبيت نسبوه لناهض الكلابي وصدره * وقلنا للدليل أقم إليهم * ورواه السيرافى عن أبيه مثل رواية الجوهرى قال وقد غلطوه وقالوا الرواية تلغى بفتح التاء ومعناه تولع * قلت وهكذا هو في نسخ الصحاح بفتح التاء ويروى بغيرهم وأما قول المصنف لا جمع كلب فهو غريب وقال ابن القطاع ولغيت بالشئ لهجت به قال * فلا تلغى بغير هم الركاب * فتأمل وقرأت في كتاب الاغانى لابي الفرج الاصبهاني في ترجمة ناهض ما نصه هو ابن ثومة بن نصيح بن نهيك بن ابام بن جهضم بن شهاب بن أنس بن ربيعة ابن كعب بن أبى بكر بن كلاب شاعر بدوى فصيح اللسان من شعراء الدولة العباسية وكان يقدم البصرة فيكتب عنه شعره وتؤخذ عنه اللغة روى ذلك عنه الرياشى وغيره من البصريين ثم قال أخبرني جعفر بن قدامة الكاتب حدثنى أبو هفان حدثنى غدير بن ناهض بن ثومة الكلابي قال كان شاعر من بنى نمير يقال له رأس الكبش قد هجا عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير زمانا فلما وقعت الحرب بيننا وبين غير قال عمارة يحرض كعبا وكلابا ابني ربيعة على بنى نمير : رأيتكما يا ابني ربيعة خرتما * وغردتما والحرب ذات هدير في أبيات أخر قال فار تحلت كلاب حين أتاها هذا الشعر حتى أتوا نميرا وهى بهضبات يقال لهن واردات فقتلوا واجتاحوا وفضحوا نميرا ثم انصرفوا فقال ناهض بن ثومة يجيب عمارة عن قوله : يحضضنا عمارة في نمير * لشغلهم بنا وبه أرابوا سلوا عنا نميرا هل وقعنا * ببرزتها التى كانت تهاب ألم تخضع لهم أسد ودانت * لهم سعد وضبة والرباب ونحن نكرها شعثا عليهم * عليها الشيب منا والشباب رعينا من دماء بنى قريع * الى القلعين أيهما اللباب صبحناهم بأرعن مكفهر * يدب كأن رايته عقاب أخش من الصواهل ذى دوى * تلوح البيض فيه والحراب فاشعل حين حل بواردات * وثار لنقعه ثم انتصاب صبحناهم بها شعث النواصي * ولم يفتق من الصبح الحجاب فلم تغمد سيوف الهند حتى * تعيلت الحليلة والكعاب انتهى والبيت الذى ذكره الجوهرى من هذه القصيدة الا أنى لم أجده فيها في نسخة الاغانى وسياقه دال على ان المراد بكلاب في قوله القبيلة لا جمع كلب وهو ظاهر والله أعلم * ومما يستدرك عليه لغى بشئ لزمه فلم يفارقه والطير تلغى بأصواتها أي تنغ واللغو الباطل عن الامام البخاري وبه فسر الايه وإذا مروا باللغو وألغى هذه الكلمة رآها باطلا وفضلا وكذا ما يلغى من الحساب وألغاه أبطله وأسقطه وألقاه وروى عن ابن عباس انه ألغى طلاق المكره واستلغاه أراده على اللغو ومنه قول الشاعر : وانى إذا استلغانى القوم في السرى * برمت فألفوني على السر أعجما ويقال ان فرسك لملاغى الجرى إذا كان جريه غير جرى جد قال * جد فلا يلهو ولا يلاغى * وفى الاساس الملاغاة المهازلة وهو يلاغى صاحبه وما هذه الملاغاة واللغى الصوت مثل الوغى نقله الجوهرى وزاد في كتاب الجيم هو بلغة الحجاز ولغى عن الطريق وعن الصواب مال وهو مجاز واللغى الالغاء كما في كتاب الجيم يريد انه بمعنى الملغى يقال ألغيته فهو لغى والنسبة الى اللغة لغوى بضم ففتح ولا تقل لغوى كما في الصحاح واللغى بضم مقصور جمع لغة كبرة وبرى نقله الجوهرى في جموع اللغة والعجب من المصنف كيف أهمله هنا وذكره في أول الخطبة فقال منطق البلغاء في البوادى فتنبه واللغاة بالفتح الصوت ( واللفاء كسماء التراب والقماش على وجه الارض ) كذا في المحكم يقال عليه العفاء واللفاء ( وكل خسيس يسير حقير ) فهو لفاء نقله الجوهرى وفى المحكم هو الشئ القليل قال أبو زبيد الطائى : فما أنا بالضعيف فيظمونى * ولا خطى اللفاء ولا الخسيس وفى كتاب أبى على والمحكم فتزدريني بدل فيظلموني وفى المحكم اللفاء دون الحق يقال ارض من الوفاء باللفاء مثله في كتاب أبى على وأنشد البيت المذكور وقال الجوهرى رضى فلان من الوفاء باللفاء أي من حقه الوافى بالقليل ( وألفاه ) كاذبا ( وجده ) كذلك وقوله تعالى وألفيا سيدها لدى الباب أي وجداه ( وتلافاه ) أي التقصير إذا ( تداركه ) وافتقده وهذا أمر لا يتلافى وتقول جاء بالعمل المتنافى ولم يعقبه بالتلافى وذكر ابن سيده ألفاه وتلافاه في الياء دون الواو * ومما يستدرك عليه لفاه حقه أي بخسه نقله الجوهرى وفى التهذيب لفاه حقه ولكاه أعطاه كله ولفاه حقه أعطاه أقل منه قاله أبو سعيد وقال أبو تراب أحسبه من الاضداد وقيل لفاه نقصه حقه فأعطاه دون الوفاء ولفاه بالعصا لفا ضربه ولفا اللحم عن العظم قشره واللفيه كغنية البضعه من اللحم والجمع لفايا واللفا الشئ المتروك عن ابن سيده واللفا النقصان عن ابن الاثير والتلافى ادراك وبه فسر ابن الاعرابي قول