فظن الفتح لغة فلا يعتد بذلك أشار له شيخنا قال ابن سيده اللغة اللسن وحدها أنها ( أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) وقال غيره هو الكلام المصطلح عليه بين كل قبيل وهى فعلة من لغوت أي تكلمت أصلها لغوة ككرة وقلة وثبة لاماتها كلها واوات وقال الجوهر أصلها لغى أو لغو والهاء عوض زاد أبو البقاء ومصدره اللغو وهو الطرح فالكلام لكثرة الحاجة إليه يرمى به وحذفت الواو تخفيفا ( ج لغات ) قال الجوهرى وقال بعضهم سمعت لغاتهم بفتح التاء وشبهها بالتاء التى يوقف عليها بالهاء انتهى وفى المحكم قال أبو عمرو لابي خيرة سمعت لغاتهم قال وسمعت لغاتهم فقال يا أبا خيرة أريد أكشف منك جلدا جلدك قدرق ولم يكن أبو عمرو .
سمعها ( ولغون ) بالضم نقله القالى عن ابن دريد ونقله الجوهرى وابن سيده ( ولغا لغوا تكلم ) ومنه الحديث من قال في الجمعة ضه فقد لغا أي تكلم ( و ) لغا لغوا ( خاب ) وبه فسر ابن شميل حديث الجمعة فقد لغا ( ثريدته ) لغوا ( رواها بالدسم ) كلوغها ( وألغاه خيبه ) رواه أبو داود عن ابن شميل ( واللغو واللغى كالفتى السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره ) ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع كذا في المحكم وأنشد الجوهرى للعجاج * عن اللغا ورفث التكلم * وقال القالى اللغا واللغو صوت الطائر وكذلك كل صوت مختلط قال الجعدى : كأن قطا العين الذى خلف ضارج * جلاب لغا أصواتها حين تقرب قال الذى لانه أراد الماء ( كاللغوى كسكرى ) وهو ما كان من الكلام غير معقود عليه قاله الازهرى قال ابن برى وليس في كلام العرب مثل اللغو واللغا الا قولهم الا سو والاسا أسوته أسوا وأسا أصلحته * قلت ومثله النجو والنجا للجلد كما سيأتي ( و ) اللغو واللغا ( الشاة لا يعتد بها في المعاملة ) وقد ألغى له شاة وكل ما أسقط فلم يعتد به ملغى قال ذو الرمة : ويهلك وسطها المرئى لغوا * كما ألغيت في الدية الحوارا وفى الصحاح اللغو مالا يعد من أولاد الابل في دية أو غيرها لصغرها وأنشد البيت المذكور قال ابن سيده عمله له جرير فلقى الفرزدق ذاالرمة فقال أنشدني شعرك في المرئى فانشده فلما بلغ هذا البيت قال له الفرزدق حس أعد على فأعاد فقال لاكها والله من هو أشد فكين منك ( و ) معنى قوله تعالى ( لا يؤخذ كم الله باللغو ) في أيمانكم ( أي ) لا يؤاخذ كم ( بالاثم في الحلف إذا كفرتم ) كما في المحكم وفى النهاية اللغو سقوط الاثم عن الحالف إذا كفر يمينه وفى الصحاح اللغو في الايمان مالا يعقد عليه القلب كقول الرجل في كلامه بلى والله ولا والله وفى التهذيب حكاه الفراء عن عاشة رضى الله تعالى عنها قال وهو ما يجرى في الكلام على غير عقد قال وهو أشبه ما قيل فيه من كلام العرب وقال الحر الى اللغو ما تسبق إليه الا لسنة من القول على غير عزم قصد إليه وقال الراغب اللغو من الكلام مالا يعتد به وهو الذى لا يورد عن روية وفكر وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور ولغا الرجل تكلم باللغو وهو اختلاط الكلام ويستعمل اللغو فيما لا يعتد به ومنه اللغو في الايمان أي مالا يعقد عليه القلب وذلك ما يجرى وصلا للكلام بضرب من العادد كلا والله وبلى والله قال ومن الفرق اللطيف قول الخليل اللغط كلام بشئ ليس من شأنك والكذب كلام بشئ تغربه والمحال كلام بشئ مستحيل والمستقيم كلام بشئ منتظم واللغو كلام بشئ لم ترده انتهى وفى التهذيب قال الاصمعي ذلك الشئ لك لغوا ولغا ولغوى وهو الشئ الذى لا يعتد به وقال ابن الاعرابي لغا إذا حلف بيمين بلا اعتقاد وفى الصحاح لغا يلغو لغوا أي قال باطلا يقال لغوت باليمين وقال ابن الاثير قيل لغو اليمين هي التى يحلفها الانسان ساهيا أو ناسيا أو هو اليمين في المعصية أو في الغضب أو في المراء أوفى الهزل ( ولغى في قوله كسعى ودعا ورضى ) يلغو لغوا ويلغى الاولى عن الليث ( لغا ولا غية وملغاة ) أي ( أخطأ ) أنشد ابن برى لعبد المسيح بن عسلة : باكرته قبل ان تلغى عصافره * مستحفيا صاحبي وغيره الحافى قال هكذا روى تلغى وهو يدل على ان فعله لغا الا ان يقال فتح لحرف الحلق فيكون ماضيه لغا ومضارعه يلغو ويلغى فاللاغية هنا مصدر بمعنى اللغو كالعاقبة والجمع اللواغى كراغية الابل ورواغيها وفى الحديث والحمولة المائرة لهم لاغية المائرة الابل التى تحمل الميرة ولاغية أي ملغاة لا يلزمون عليها صدقة وفى حديث سلمان اياكم وملغاة أول الليل يريد السهر فيه فانه يمنع من قيام الليل مفعلة من اللغو بمعنى الباطل وقرئ والغوا فيه والغوا فيه بالفتح والضم ( وكلمة لاغية ) أي ( فاحشة ) ومنه قوله تعالى لا تسمع فيها لاغية قال ابن سيده وأراه على النسب أي ذات لغو واليه ذهب الجوهرى وقال هو مثل تامر ولابن لصاحب التمر واللبن وقال الازهرى كلمة لاغية أي قبيحة أو فاحشة وقال قتادة في تفسير الاية أي باطلا وقال مجاهد أي شتما ( واللغوى ) كسكرى ( لغط القطا ) وأنشد ابن سيده للراعي : صفر المناخر لغواها مبينة * في لجة الليل لما راعها الفزع ( ولغى به كرضى لغا ) إذا ( لهج به ) كما في الصحاح والمحكم زاد الراغب لهج العصفور بلغاه ومنه قيل للكلام الذى تلهج به فرقة لغة واشتقاقه من ذلك وفى كتاب الجيم لغى به لغا أولع به ( و ) لغى ( بالماء ) وفى الصحاح بالشراب إذا ( أكثر منه ) زاد ابن سيده ( وهو لا يروى مع ذلك و ) قال أبو سعيد إذا أردت أن تنتفع بالاعراب ف ( استلغ العرب ) أي ( استمع لغاتهم من غير مسألة ) وفى الاساس وإذا أردت ان تسمع من الاعراب فاستلغهم أي استنطقهم فعلى هذا القول السين للطلب ( وقول الجوهرى لنباح الكلب لغو .
واستشهاده بالبيت باطل وكلاب في البيت هو ابن ربيعة بن عامر ) بن صعصعة ( لا جمع كلب ) * قلت نصه في الصحاح ونباح الكلب لغو أيضا وقال * فلا تلغى لغيرهم كلاب * أي لا تقتنى كلاب غيرهم كذا وجد بخطه وفى بعض النسخ أي لا تعتني كلاب