اما التحريك فقد صرح به غير واحد من الائمة وبدل له قول الراجزا أنشده الجوهرى يا كروانا صك فاكبأنا * فشن بالسلح فلما شنا * بل الذنابى عبسا مبنا قالو أراد به الحبارى يصكه البازى فيتقيه بسلحه ويقال هو الكركي انتهى والراجز هو مدرك بن حصن الاسدي وقال أبو الهيثم سمى الكروان كروانا بضده لانه لاينام بالليل وقيل هو طائر يشبه البط وقيل طويل الرجلين أغبر دون الدجاجة في الخلق وله صوت يكون بمصر مع الطيور الداجنة وهى من طيور الريف والقرى لا تكون في البادية * قلت وهذا القول الاخير هو الصحيح ( ج كراوين ) قالوا ذلك كما قالوا وراشين وهو قيل وينشد في صفة صقر لابي زغب دلم العبشمى عن له أعرف ضافى العثنون * داهية صل صفادر خمين * حتف الحباريات والكراوين قال ابن سيده ( و ) لم يعرف سيبويه في جمع الكروان الا ( كروان بالكسر ) فوجهه على انهم جمعوا كرا وقال الجوهرى هو على غير قياس كما إذا جمعت الورشان قلت ورشان وهو جمع بحذف الزوائد كأنهم جمعوا كرا مثل أخ واخوان ( ويقال للذكر الكرا ) وهو يكتب بالالف قاله القالى وأنشد للراجز .
أطرق كرا أطرق كرا * ان النعام في القرى يقال ذلك له إذا صيد كما في الصحاح وفى الاساس يقال للكروان أطرق كرا انك لن ترى فإذا سمعها لبد بالارض فيلقى عليه ثوب فيصاد ( و ) في المحكم ( أطرق كرا ) أطرق كرا * ان انعام في القرى مثل ( يضرب لمن يخدع بكلام يلطف له ويرادبه الغائلة ) وقيل يضرب لمن يتكلم عنده بكلام فيظن أنه هو المراد بالكلام أي اسكت فانى أريد من هو أنبل منك وأرفع منزلة وقال أحمد بن عبيد يضرب للرجل الحقير إذا تكلم في الموضع الذى لا يشبهه وأمثاله الكلام فيه فيقال له اسكت يا حقير فان الا جلاء أولى بهذا الكلام منك والكرا هو الكروان وهو طائر صغير فخوطب الكروان والمعنى لغيره ويشبه الكروان بالذليل والنعام بالاعزة ومعنى أطرق أي غض مادام عزيز في القرى فاياك ان تنطق أيها الذليل ولا تتشرف للذى لست له بند نقله ابن سيده والقالي وقد جعله محمد بن يزيد ترخيم الكروان فغلط وقال ابن هانئ في قولهم أطرق كرا رخم الكروان وهو نكرة كما قال بعضهم يا قنف يريد يا قنفذ قال وانما يرخم في الدعاء المعارف نحو مالك ولا ترخم النكرة نحو غلام فرخم كروان وهو نكرة وجعل الواو ألفا فصار نادرا وقال الرستمى الكرا هو الكروان حرف مقصور والصواب الاول لان الترخيم لا يستعمل الا في النداء ( والكرة كثبة ) معروفة وهى ( ما أدرت من شئ ) وفى الصاح هي التى تضرب بالصولجان وأصلها كرو والهاء عوض ( ج كربن ) بالضم ( وكرين ) بالكسر ( وكرى وكرات بضمهما ) الثالثة عن الزمخشري شاهد الكرة قول بعضهم كرة طرحت بصوالجة * فتلقفها رجل رجل وشاهد الكرين قول الاخر يدهدين الرؤس كايد هدى * حزاورة بايديها الكرينا وشاهد كرات قول ليلى الا خيلية تصف قطاة تدلت على فراخها تدلت على حص ظماء كأنها * كرات غلام في كساء مؤرنب ( وكرابها يكرو ويكرى ) كرواو كريا لغتان ضرب بهاو ( لعب ) قال المسيب بن علس مرحت يداها للنجاء كاغا * تكرو بكفى لاعب في صاع ( و ) كراء ( كسماء ع ) كما في الصاح وأنشد منعنا كم كراء وجانبيه * كما منع العرين وحى اللهام وأنشد ابن ولاد في المقصور والممدود كأغلب من أسود كراء ورد * يرد خشانة الرجل الظلوم وقال أبو على القالى كراء ممدود غير مصروف وادى بيشه قال ابن أحمر وهن كأنهن ظباء مرد * ببطن كراء يشققن الهدالا ( يضاف إليه عقبه شاقة بطريق الطائف ) وقال أبو بكر بن الانباري كراء ثنية بالطائف عليها طريق مكة ممدود وقال غيره مقصور نقله القالى في باب الممدود وقال في باب المقصور كرا ثنية بين مكة والطائف عليها طريق مكة مقصور واما كراء وادى بيشة فممدود كذا قال بعض أهل اللغة وقال أبو بكر بن الانباري هما جميعا ممدودان فتأمل في ذلك وقال نصر في معجمه الممدود واد يدفع سيله الى تربة وقيل أرض ببيشة كثيرة الاسد وبالقصر عقبة بين مكة والطائف وقد تمد ( وتكرى ) الرجل ( نام ) وتمضمض الكرى في عينيه نقله الزمخشري وأنشد ابن برى للراجز لما رأت شيخا له دود رى * ظلت على فراشها تكرى * ومما يستدرك عليه الكرى كهدى القبور جمع كروة أو كرية من كروت الارض ومنه الحديث لعلك بلغت معهم الكرى ويروى بالدال أيضا وتجمع الكرة على أكرو أصله وكر مقلوب اللام الى موضع الفاء ثم أبدلت الواو همزة لانضمامها وقد