قال الأَزْهَرِيّ : لا أَعرِفُ المَيْلاءَ في صِفَةِ الرِّمالِ ولمْ أَسْمَعْهُ من العرَبِ وأَمّا الأَمْيَلُ فمعروفٌ قال : وأَحسِبُ الليثَ أَرادَ قولَ ذي الرُّمَّةِ السّابِقَ إنَّما أَرادَ بالمَيْلاءِ هنا أَرْطاةً ولها حينئذٍ مَعنيانِ : أَحدُهما : أَنَّه أَرادَ أَنَّ فيها اعْوِجاجاً والثاني : أَنَّه أَرادَ بالمَيْلاءِ أَنَّها مُتَنَحِّيَةٌ مُتباعِدَةٌ من مَعدِنِ بقرِ الوَحْشِ قال : ومَيْلاءُ موضِعُه خَفْضٌ لأَنَّه من نَعْتِ أَرْطاةٍ في قوله : .
فباتَ ضَيْفاً إلى أَرْطاةِ مُرْتَكِمٍ ... مِنَ الكَثيبِ لها دِفءٌ ومُحْتَجَبُ والمَيْلاءُ : الشَّجرَةُ الكَثيرَةُ الفروعِ نقله الجَوْهَرِيُّ . ومالتِ الشمسُ مُيولاً : ضَيَّفَتْ أَي دنَتْ لِلغُروبِ أَو زالَت عن كَبِدِ السَّماءِ . مالَ بنا الطَّريقُ : أَي قصَدَ بنا . والمَيَلُ مُحرَّكَةً : ما كانَ خِلْقَةً وقد يكونُ في البِناءِ وقد مَيِلَ كفَرِحَ فهو أَمْيَلُ وهي مَيْلاءُ يُقال : رجُلٌ أَمْيَلُ العاتِقِ : أَي في عُنُقِهِ مَيَلٌ . والأَمْيَلُ : مَنْ يَميلُ على السَّرْجِ وفي العُبابِ : مَن لا يَستوي على السَّرْجِ وقال ابن السِّكِّيتِ : الأَمْيَلُ عندَ الرُّواةِ : الذي لا يَثبُتُ على ظُهورِ الخَيْلِ إنَّما يميلُ عن السَّرجِ في جانِبٍ فإذا كانَ يَثبُتُ على الدَّابَّةِ قيلَ : فارِسٌ وإنْ لَمْ يَثْبُتْ قيلَ : كِفْلٌ والجَمعُ مِيلٌ قال جريرٌ : .
لمْ يَركبوا الخَيلَ إلاّ بعدَما هَرِموا ... فهُمْ ثِقالٌ على أَكْتافِها مِيلُ وقال الأَعشى : .
غَيْرُ مِيلٍ ولا عَواوِيرَ في الهَيْ ... جا ولا عُزَّلٍ ولا أَكْفالِ الأَمْيَلُ أَيضاً : مَنْ لا تُرْسَ معَه أَو مَن لا سَيْفَ معَه أَو من لا رُمْحَ معه وقال ابن السِّكِّيتِ : الأَمْيَلُ : الذي لا سيفَ معه والأَكْشَفُ : الذي لا تُرْسَ معه . وقيلَ : هو الجَبانُ والجَمعُ مِيلٌ قال الأَعشى : .
" ... لا مِيلٌ ولا عُزْلُ قال ابْن الأَعْرابِيّ : مايَلَنا المَلِكُ فمايَلْناهُ : أَي أَغارَ علينا فأَغَرْنا عليه . والمِيلُ بالكَسرِ : المَلْمُولُ الذي يُكْتَحَلُ به هكذا عبَّرَ به الجَوْهَرِيّ في ملل والجَمْعُ أَمْيالٌ ومنهم من جعلَه من لُغَةِ العامَّةِ . المِيْلُ من الأَرضِ : قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ونَصُّ ابن السِّكِّيتِ : مُنتهى مَدِّ البَصَرِ . المِيلُ : مَنارٌ يُبنَى لِلمُسافِرِ في أَنْشازِ الأَرْضِ ومنه الأَميالُ التي في طريقِ مَكَّةَ المُشَرَّفةِ وهي الأَعلامُ المَبنِيَّةُ لهِدايَةِ المُسافِرينَ . أَو المِيلُ : مَسافَةٌ من الأَرضِ مُتراخِيَةٌ بلا حَدٍّ مُعَيَّن وفي شرحِ الشِّفاءِ : الفَرْسَخُ : ثلاثَةُ أَميالٍ ومثلُه في العُبابِ . أَو المِيلُ : مائةُ أَلْفِ إصْبَعٍ إلاّ أَرْبعَةَ آلافِ إصْبَعٍ أَو ثلاثةُ أَو أَرْبَعَةُ آلافِ ذِراعٍ بذِراعِ محمَّدِ بنِ فرَجٍ الشّاشيِّ قال الكِرْمانِيُّ بحَسَبِ اخْتِلافِهِم في الفَرْسَخِ هل هو تِسعَةُ آلافٍ بذِراعِ القُدَماءِ أَو اثْنا عشرَ أَلْفَ ذِراعٍ بذِراعِ المُحدَثينَ وفي شرحِ الشِّفاءِ : المِيْلُ : أَربعةُ آلاف ذراعٍ طولُها أَربعَةٌ وعِشرونَ إصبَعاً وقيل : الميلُ : أَربعةُ آلافِ خُطوَةٍ كلُّ خطوَةٍ ثلاثَةُ أَقدامٍ بوَضْعِ قدَمٍ أَمامَ قدَمٍ ويُلْصَقُ به وقال شيخُنا عندَ قولِه أَو ثلاثَةُ أَو أَرْبَعَةُ : وقد يُقال : لا تَغايُرَ بينَ التَّقديرِ بالأَذْرُعِ وبالأَصابِعِ على الثّاني لأَنَّ الذِّراعَ أَرْبَعٌ وعشرونَ إصبَعاً عَرضُ كلِّ إصبَعٍ سِتُّ حَبّاتِ شعيرٍ مُلصَقَة ظَهراً لِبَطْنٍ فإذا ضرَبْتَ في أَرْبعَةِ آلافٍ حصلَ سِتَّةٌ وتسعونَ أَلْفاً وعلى الأَوَّلِ يكونُ اثنينِ وسبعينَ أَلفَ إصْبَعٍ والصَّحيحُ أَنَّ المِيلَ : أَربعَةُ آلافِ خُطْوَةٍ . وهي ذِراعٌ ونِصْفٌ فيكون سِتَّةَ آلافِ ذِراعٍ والفَرْسَخُ : ثلاثةُ أَميالٍ على أَنَّ المُصنِّفَ قال : والبَريدُ : فَرْسَخان واثْنا عَشَرَ مِيلاً فيكونُ الفَرْسَخُ سِتَّةُ أَميالٍ وهو بيانُ ما هنا ومُقتَضاهُ أَنَّ الفرسَخَ سِتَّةٌ وثلاثونَ أَلفَ ذِراعٍ فتأَمَّلْ . ج : أَمْيالٌ ومُيولٌ قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :