قال أَبو حاتم : يُريدُ أَن يَكبُرَ ذلكَ ويَعظُمَ ومنه قوله تعالى : " كأَنَّه رؤُوسُ الشَّياطينِ " . وقُرَيشٌ لمْ ترَ رأْسَ شيطانٍ قَطُّ إنَّما أَرادَ تعظيمَ ذلكَ في صُدورِهِم وقيل : أَرادَ امرؤُ القيسِ بالأَغوالِ الشَّياطينَ وقيل : أَرادَ الحَيَّاتِ . الغُولُ : ساحِرَةُ الجِنِّ ومنه الحديثُ : " لا غُولَ ولكنْ سَحَرَةُ الجِنِّ " أَي ولكن في الجِنِّ سَحَرَةٌ لهم تَلبيسٌ وتَخييلٌ . الغُول : المَنِيَّةُ ومنه قولُهم : غالَتْهُ غُولٌ . غول : ع وهو ماءٌ للضَّبابِ بجَوفِ طِخْفَةَ به نَخْلٌ يُذْكَرُ مع قادم وهما وادِيانِ قاله نَصرٌ . قال النَّضْرُ : الغُولُ : شيطانٌ يأْكُلُ النّاسَ وقال غيرُه : كلُّ ما اغتالكَ من جِنٍّ وشيطانٍ أَو سَبُعٍ فهو غُولٌ أَو هي دابَّةٌ مَهُولَةٌ ذاتُ أَنيابٍ رأَتْها العرَبُ وعرفَتْها وقتلَها تأَبَّطَ شرّاً جابِرُ بنُ سُفيانَ الشاعِرُ المَشهور . الغُولُ : من يتلَوَّنُ أَلواناً من السَّحَرَةِ والجِنِّ وفي الحديث : " إذا تَغَوَّلَتْ لكمُ الغِيلانُ فبادِروا بالأَذانِ " أَي ادْفَعوا شرَّها بذِكْرِ الله وذُكِرَت الغِيلانُ عندَ عُمرَ رضي الله تعالى عنه فقال : إذا رآها أَحدكم فليؤَذِّنْ فإنَّه لا يَتحَوَّلُ عن خَلْقِه الذي خُلِقَ له . الغُولُ : كُلُّ ما زالَ به العقلُ وقد غالَ به غُولاً ويُفتَحُ . يُقال : غالَتْهُ غُولٌ أَي أَهلَكَتْهُ هَلَكَةٌ أَو وقعَ في مَهلَكَةٍ أَو لمْ يُدْرَ أَينَ صَقَعَ . والغَوائلُ : الدَّواهي جمع غائلةٍ ومنه قولُ الشاعر : .
فأَنتَ من الغَوائلِ حينَ تُرمَى ... ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بمُنْتَزاحِ وغائلةُ الحوضِ : ما انْخَرَقَ منه وانْثَقَبَ فذهبَ بالماءِ قال الفرزدَقُ : .
يا قيسُ إنَّكُمُ وَجَدْتُمْ حَوْضَكُمْ ... غالَ القِرى بمُثَلَّمٍ مَفجورِ .
ذَهَبَتْ غَوائِلُهُ بما أَفرَغْتُمُ ... برِشاءِ ضَيِّقَةِ الفُروغِ قَصيرِ وأَتى غَولاً غائلَةً : أَي أَمراً داهِياً مُنْكَراً . قال أَبو عَمروٍ : المُغاوَلَةُ : المُبادرَةُ في السَّير وغيرِه وفي حديثِ الإفكِ : بعدَما نزَلوا مُغاوِلينَ أَي مُبعِدينَ في السَّيرِ وفي حديثِ عَمّارٍ أَنَّه أَوْجَزَ في الصّلاةِ وقال : كُنتُ أُغاوِلُ حاجَةً لي . وفي حديث قيس بنِ عاصِمٍ : كنتُ أُغاوِلُهُم في الجاهِلِيَّةِ أَي أُبادِرُهُم بالغارَةِ والشَّرِّ ويُروى بالرّاءِ وقال الأَخطلُ يَذكُرُ رَجلاً أَغارَت عليه الخَيلُ : .
عايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ كأَنَّها ... طَبرٌ تُغاوِلُ في شَمامَ وُكُورا والمِغْوَلُ كمِنْبَرٍ : حديدَةٌ تُجعَلُ في السَّوطِ فيكونُ لها غِلافاً وقال أَبو عُبيدٍ : هو سَوطٌ في جَوفِه سَيفٌ وقال غيرُه : سُمِّيَ مِغْوَلاً لأَنَّ صاحِبَهُ يَغتالُ به عدُوَّه أَي يُهلِكُه من حيثُ لا يَحتسِبُه وجَمعُه المَغاوِلُ قيل : هو شِبْهُ مِشْمَلٍ إلاّ أَنَّه أَدَقُّ وأَطولُ منه ومنه حديثُ الفيلِ : حتّى أَتى مكَّةَ فضربوه بالمِغْوَلِ على رأْسِه . قال أَبو حنيفة : هو نَصلٌ طويلٌ قليلُ العرضِ غَليظُ المَتْنِ فوصَفَ العَرْضَ الذي هو كَمِّيَّةٌ بالقِلَّة التي لا يوصَفُ بها إلاّ الكَيفية أَو سيفٌ قصيرٌ يَشْتَمِلُ به الرَّجُلُ تحتَ ثيابِهِ ومنه حديثُ أُمُّ سُلَيْمٍ : رآها رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلَّم وبيدِها مِغْوَلٌ فقال : ما هذا ؟ فقالت : أَبعَجُ له بُطونَ الكُفّارِ . وقيل : هو حديد دقيقٌ له حَدٌُّ ماضٍ وقَفاً يَشُدُّه الفاتِكُ على وسَطِهِ لِيَغتالَ به النّاسَ وفي حديثِ خَوَّاتٍ : انْتَزَعْتُ مِغْوَلاً فوَجَأْتُ به كَبِدَه . ومِغْوَلٌ : اسمُ رَجُلٍ . وأَبو عَبْد اللهِ مالِكُ بنُ مِغْوَلِ بنِ عاصِمِ بنِ مالكٍ البَجَلِيُّ : من ثِقاتِ أَصحابِ الحديثِ . والغَوْلانُ : حَمْضٌ كالأُشْنانِ وفي الصِّحاحِ عن أَبي عُبيدٍ : الغَولانُ : نَبْتٌ من الحَمْضِ زادَ أَبو حنيفَةَ شَبيهٌ بالعُنْظُوانِ إلاّ أَنَّه أَدَقُّ منه وهو مَرعىً قال ذو الرُّمَّةِ : .
حَنينَ اللِّقاحِ الخُورِ حَرَّقَ نارَهُ ... بغَوْلانِ حَوضَى فوقَ أَكبادِها العِشْرُ