وما زالَتِ الخَمْرُ تَغتالُنا ... وتَذْهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ وقال محمد بنُ سلامٍ : لا تَغولُ عُقولَهُم ولا يَسكَرونَ وقال أَبو الهَيثَمِ : غالَت الخمْرُ فلاناً : إذا شَرِبَها فذَهَبَتْ بعَقلِه أَو بِصِحَّةِ بدَنِه وقال الرَّاغِبُ : قال الله تعالى في صفة خَمرِ الجَنَّةِ : " لا فيها غَوْلٌ " نَفياً لكُلِّ ما نبَّه عليه بقولِهِ : " وإثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفعِهِما " وبقوله عزَّ وجلَّ : " رِجْسٌ من عَمَلِ الشَّيْطانِ فاجْتَنِبوهُ " الغَوْلُ : بُعْدُ المَفازَةِ لأَنَّه يَغتالُ مَنْ يَمُرُّ به نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لِرُؤْبَةَ : .
" بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلُ كُلِّ مِيلَهِ .
" بنا حراجِيجُ المَهارَى النُّفَّهِ وقيل : لأَنَّها تغتالُ سَيرَ القَومِ والمِيلَهْ : أَرضٌ تُوَلِّهُ الإنسانَ أَي تُحَيِّرُه وقال اللِّحيانِيُّ : غَوْلُ الأَرضِ : أَن يسيرَ فيها فلا تَنقَطِعَ وقال غيرُه : إنَّما سُمِّيَ بُعدُ الأَرضِ غَولاً لأَنَّها تَغولُ السَّابِلَةَ أَي تَقذِفُ بهم وتُسقِطُهُم وتُبعِدُهُم وقال ابنُ شُمَيْلٍ : ما أَبعدَ غَوْلَ هذه الأَرضِ أَي ما أَبعدَ ذَرْعَها وإنَّها لَبَعيدَةُ الغَوْلِ وقال ابنُ خالَويْهِ : أَرضٌ ذاتُ غَوْلٍ : بعيدَةٌ وإنْ كانت في مَرأَى العَيْنِ قريبَةً . الغَوْلُ : المَشَقَّةُ وبه فُسِّرَت الآيةُ أَيضاً . الغَوْلُ : ما انْهَبَطَ من الأَرضِ وبه فُسِّرَ قولُ لَبيدٍ : .
عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فمُقامُها ... بمِنىً تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها الغَوْلُ : جماعَةُ الطَّلْحِ لا يُشارِكُه شيءٌ . الغَوْلُ : التُّرابُ الكَثيرُ ومنه قولُ لَبيدٍ يصِفُ ثَوراً يَحفِرُ رَملاً في أَصْلِ أَرْطاةٍ : ويَبري عِصِياً دُونَها مُتْلَئِبَّةً يَرى دونَها غَوْلاً من الرَّمْلِ غائلا غَوْلٌ بلا لامٍ : ع فُسِّرَ به قولُ لَبيدٍ السَّابِقُ . وغَوْلُ الرِّجامِ : ع آخَر . الغُولُ بالضَّمِّ : الهَلَكَةُ وكُلُّ ما أَهلَكَ الإنسانَ فهو غُولٌ وقالوا : الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ أَي أَنَّه يُهْلِكُهُ ويَغتالُه ويَذهَبُ به . الغُولُ : الدَّاهِيَةُ كالغائلَةِ . الغُولُ : السِّعلاةُ وهما مُترادِفان كما حقَّقَه شيخُنا وقال أَبو الوفاءِ الأعرابيُّ : الغُولُ : الذَّكَرُ من الجِنِّ فسُئلَ عن الأُنثى فقال : هي السِّعلاةُ ج : أَغْوالٌ وغِيلانٌ وفي الحديثِ : " لا صَفَرَ ولا غُولَ " قال ابنُ الأَثيرِ : أَحَدُ الغِيلانِ وهي جِنْسٌ من الشَّياطينِ والجِنِّ كانت العرَبُ تَزعُمُ أَنَّ الغُولَ يَتراءَى في الفلاةِ للنّاسِ فتَغُولُهُم أَي تُضِلُّهُم عن الطَّريقِ فنفاهُ النَّبيُّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم وأَبطلَه وقيل : قولُه : لا غُولَ ليسَ نَفياً لِعَيْنِ الغُولِ ووجودِه وإنَّما في إبطالُ زَعمِ العَرَبِ في تلوُّنِه بالصُّوَرِ المُختلفةِ واغتيالِه أَي لا تستطيعُ أَن تُضِلَّ أَحداً . قال الأَزْهَرِيّ : العرَبُ تُسَمِّي الحَيَّةَ الغُولَ ج : أَغوالٌ ومنه قولُ امرئِ القيسِ : .
" ومَسنونَةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ أَغوالِ