رَجلٌ نَزّاكٌ كشَدّاد : عَيّابٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وِالصاغانيُ والزَّمَخْشَريُّ ومنه حَدِيثُ الأبْدالِ : لَيسُوا بنَزّاكِينَ ولا مُعْجَبِينَ ولا مُتَماوِتِينَ وهي نَزِيكَةٌ : أي مَعِيبَة .
وأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ النِّيازَكِي بالكسرِ عن أَحْمَدَ بنِ محمد بن الجَلِيل - بالجِيمِ - عن البُخارِيِّ بكتابِ الأدَبِ له وعنه أَبو العَلاءِ الواسِطِي .
وأَبو الفَتْحِ مُحًمّدُ بنُ مُوَفّق بن نِيازَك النِّيازَكِي عن أَبي عاصِمٍ الفُضَيلِي وعنه ابنُ عَساكِر .
ونازِكُ كصاحب : ابْنَةُ مُحَمَّدِ بن إِبْراهِيمَ حَدَّثَ عنها سَعْدُ بنُ علي الزَّنْجاني نقله الحافِظُ .
ن س ك .
النسكُ مُثَلَّثَةً وبضَمَّتَين : العِبادَةُ والطّاعَةُ وكلُّ ما تُقُربَ به إِلى اللّه تَعالَى ومنه قَوْلُه تَعالَى : " إِنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْياي ومَمَاتِي " وقيل لثَعْلَبٍ : هل يسَمَّى الصَّوْمُ نُسكًا ؟ فقالَ : كُلّ حَق للّه تَعالَى يُسَمَّى نُسكًا .
وقد نَسَكَ للّه تَعالَى كَنَصَر وكَرُمَ الضّمُّ عن اللِّحْياني وتَنسَّك أي : تَعَبَّدَ نسكًا مُثَلَّثَةً وبضَمَّتَيْنِ ونَسكَةً بالفتحِ ومَنْسَكًا كمَقْعَد ونَساكَةً ككَرامَةٍ وهو مَصْدَرُ نَسُكَ بالضمِّ وهو مَجازٌ .
وأَصْلُ النُّسك بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ وكسَفِينَةٍ : الذَّبِيحَةُ أَو النَّسكُ بالفتحِ : الدَّم هكَذا يَقْتَضِي إِطْلاقُه والصّوابُ أَو النُّسُكُ بضَمَّتَيْنِ : الدَّمُ ومنه قَوْلُهُم : مَنْ فَعَل كَذا وكَذا فعَلَيهِ نسُكٌ أي : دَمٌ يُهَرِيقُه بمَكَّةَ .
والنَّسِيكَةُ كسَفِينَةٍ : الذِّبْحُ بالكَسرِ والجَمْع نُسُكٌ ونَسائِكُ .
والمَنْسَكُ كمَجْلِسٍ ومَقْعَدٍ : شِرعَةُ النّسكِ وقُرِئَ بهِمَا قَولُه تَعالَى : " جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُم ناسِكُوه " قَرَأَ الكُوفِيونَ غير عاصِمٍ مَنْسِكًا بكَسر السّينِ والباقُونَ بفَتْحِها وقَوْلُه تَعالَى : " وأَرِنَا مَناسِكَنَا " أي : عَرفْنا مُتَعَبَّداتِنَا .
وقالَ الفَرّاءُ : أَصْلُ المَنْسكِ في كَلامِ العَرَبِ : المَوْضِعُ المُعتادُ الذي تَعْتادُه ويُقال : إِن لِفُلانٍ مَنْسَكًا يَعْتادُه في خَيرٍ كانَ أَو غَيرِه ثم سُمِّيَت أُمُورُ الحَجِّ مَناسِكَ قال ذُو الرُّمَّةِ : .
ورَب القِلاصِ الخوُصِ تَدْمَى أُنُوفُها ... بنَخْلَةَ والسّاعِينَ حَوْلَ المَناسِكِ وقِيلَ : المَنْسَكُ كمَقْعَدٍ : نَفْسُ النُّسُكِ وكمَجْلِس : مَوْضِعٌ تذْبَحُ فيه النَّسِيكَةُ ومنه قَوْلُهُم : مِنًى مَنْسِكُ الحاجِّ وقالَ الزَّجّاجُ في تَفْسِير قولهِ تَعالَى : " جَعَلْنَا مَنْسَكا " النَّسكُ في هذَا المَوْضِعِ يَدُلُّ على مَعْنَى النَّحْرِ كَأَنه قالَ : جَعَلْنا لكُلِّ أُمَّةٍ أَن تَتَقَرَّبَ بأَنْ تَذْبَحَ الذَّبائِحَ للّه فمَنْ قالَ مَنْسِك فمَعْناهُ مكانُ نَسك مثل مَجْلِسٍ مكان جُلُوس ومن قال مَنْسَك فمَعْناهُ المَصْدَرُ نحو النُّسُكِ والنّسُوكِ .
وقال ابنُ الأَثِيرِ : قد تَكَرَّرَ ذِكْرُ المَناسِكِ والنُّسُكِ والنَّسِيكَةِ في الحَدِيثِ فالمَناسِكُ : جمعُ مَنْسكٍ بفَتْحِ السِّينِ وكَسرِها وهو المُتَعَبَّدُ ويَقَعُ على المَصْدَرِ والزَّمانِ والمَكانِ ثم سُمِّيَتُ أمُورُ الحَجِّ كلُّها مَناسِكَ .
ومن المَجازِ : نَسَكَ الثَّوْبَ أَو غَيرَه : غَسَلَه بالماءِ فَطَهَّرَهُ فهو مَنْسُوكٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ : سَمِعْتُه من بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ قال نَهْشَلُ بنُ حَري : .
ولا تُنْبِتُ المَرعَى سِباخُ عُراعِرٍ ... ولو نُسِكَتْ بالماءِ سِتَّةَ أَشْهُرِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : نَسَكَ السَّبَخَةَ نَسكًا : طَيبها .
وقالَ النَّضْرُ : نَسَكَ إِلى طَرِيقَة جَمِيلَةٍ أي : دَاوَمَ عَلَيها .
ويَنْسُكُونَ البَيتَ : أي يَأتونَه .
ومن المَجازِ : أَرض ناسِكَةٌ أي : خَضْراءُ حَدِيثَةُ المَطَر فاعِلَة بمعنَى مَفْعُولَةٍ .
والنَّسِيكُ كأَمِيرٍ : الذَّهَبُ والفِضَّةُ عن ثَعْلَبٍ .
و قالَ ابنُ الأَعْرَابي : النَّسِيكَةُ كسَفِينَةٍ : القِطْعَةُ الغَلِيظَةُ مِنْه الصّوابُ مِنْها أي مِنَ الفِضَّةِ كما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرابي والجَمْعُ نُسُكٌ بضَمّتَيْن