وفي الحَدِيثِ : أَنّه رُفِعَ إِلى عُمَرَ بن عَبدِ العَزيز أَنّ رَجُلاً قال لآخَرَ وذَكَر امْرأَةً أَجْنَبِيَّةً إِنَّكَ تَبُوكُها فجَلَدَه عُمَرُ وجَعَلَه قَذْفاً . وأَصْلُ البَوْكِ في ضِرابِ البَهائِمِ وخاصَّةً الحَمِير فرأي عُمَرُ ذلكَ قَذْفاً وإِن لَم يَكُنْ صَرَّح بالزِّنا وفي حَدِيثِ سُلَيمانَ بنِ عبدِ المَلِكِ : أَنَّ فُلاناً قالَ لرَجُل من قُرَيْشٍ : عَلامَ تَبُوكُ يَتِيمَتَكَ في حِجْرِكَ ؟ فكَتَبَ إِلى ابْنِ حَزْمٍ أَنْ اضْرِبْهُ الحَدَّ . وباكَ الأَمْرُ أي : أَمْرُ القَومِ بَوْكاً : اخْتَلَطَ . وباكَ القَوْمُ رَأْيَهُم بَوْكاً : اخْتَلَطَ عَلَيهِم فلمِ يَجِدُوا له مَخْرَجاً كانْباكَ عليهِ أمْرُه وهذه عن ابنِ عَبّاب . وقالَ أَبو زَيْد : لقيته أَوَّلَ صَوْكٍ وأَوَّلَ بَوْكٍ أي : أَوَّلَ مَرَّة وهو كقولِكَ : أَوَّلَ ذاتِ بَدْءٍ أَو أَوَّل شَيءٍ وهذا نَصُّ أبي زَيْدٍ . والمُباوِكُ بضم الميم : المُخالِطُ في الجِوارِ والصَّحابَةِ عن ابنِ عَبّاد . وتَبُوك : أَرْضٌ بينَ الشّامِ والمَدِينَةِ وفي العُبابِ : بينَ وادِي القُرَى والشّام وإِلَيها نُسِبَتْ غَزْوَةٌ من غَزَواتِه صَلّى اللَّهُ عليه وسَلّم واخْتُلِف في وَزْنِها ووَجْهِ تَسمِيَتِها قال الأَزْهرِيُّ : فإِن كانت التاءُ في تَبُوكَ أَصليّة فلا أَدْرِي مم اشْتِقاقُ تَبُوك وِإنْ كانَتْ للتَّأْنِيثِ في المُضارِعِ فهي من باكَتْ تَبُوكُ ثمّ قال : وقد يَكُونُ تَبُوكُ على تَفْعُول وقرأْتُ في الرَوْضِ للسُّهَيلِيِّ ما نَصُّه : غزوةُ تَبُوكَ سُمَيَت بعَيْنِ تَبُوك وهي العَينُ التي أَمَرَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ الناسَ أَلاّ يَمَسُّوا من مائِها شَيئاً فسَبَق إِلَيها رَجُلانِ وهي تَبِضُّ بشيءٍ من ماءٍ فجَعَلا يُدْخِلانِ فيها سَهْمَيْنِ ليَكْثُرَ ماؤها فسَبَّهُما رسول اللَّهِ صَلّى اللَّهُ علَيه وسَلّمَ وقالَ لَهُمَا فيما ذَكَره القُتَبِيُ : ما زِلْتُما تَبُوكانِها منذُ اليَوْم قال : فبِذلِكَ سُمِّيَت العَيْنُ تَبُوك ووَقَع في السِّيرَة : فقال : مَنْ سَبَق إِلى هذا ؟ فقِيلَ له : يا رَسُولَ اللَّهِ فلانٌ وفُلانٌ وفلانٌ وقالَ الواقِدِيُّ فيما ذُكِرَ لي : سَبَقَه إِليها أَرْبَعَةٌ من المُنافِقِينَ : مُعَتِّبُ بن قُشيرٍ والحارِثُ بن يَزِيدَ الطَّائِيُ ووَدِيعَةُ بنُ ثابِتٍ وزَيْدُ بنُ نُصَيب . وقال ابنُ عَبّادٍ : التَّبُوكِيُّ : عِنَبٌ طائِفي أَبيضُ قَلِيلُ الماءِ عظام الحَبِّ نحو من عِظَمِ الأقْماعي يَنْشَقُّ حَبُّه على شَجَرِه وكذلك في التّهْذِيب زادَ ابنُ عَبّادٍ : وكأنه نُجَا إِلَيها أي : إِلى أَرضِ تَبُوكَ . والبَوْكاء : الاخْتِلاطُ يُقال : بينَ القَوْمِ بَوغاءُ وبوكاءُ أي : اخْتِلاطٌ عن ابنِ عَبّاد . وباكُويَةُ : من نَواحِي الدَّرْبَنْد من نواحِي شَروانَ فيه عَينُ نِفْط عَظِيمة تَبلُغ قبالَتُها كلَّ يومٍ أَلْفَ دِرْهَم وِإلى جانِبِها عينٌ أخْرَى تَسِيلُ بنفْط أبْيَضَ قبالَتُها مثل الأُولَى قاله ياقوت . ومُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ باكُويَةَ الشِّيرازِيُّ : صُوفِيٌ مُحَدِّثٌ رَوَى عنه أَبُو بَكْرِ بنُ خَلَفٍ قاله الحافِظُ وهو من شيُوخِ أبي القاسِمِ القُشَيرِيِّ .
ومما يستدرك عليه : البَوائِكُ : النَّخْلُ وهي الثّوابت في مَكانِها قاله ابنُ الأعْرابي وبه فَسَّر قولَ الراجِزِ : .
" أعْطاك يا زَيْدُ الذِي أعْطى النَّعم .
" مِن غَيرِ ما تمَننُّ ولا عَدَمْ .
" بوائِكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم