وامْتأَقَ إليه بالبُكاءِ : أجْهَشَ إليه به . ويُقال : قدِمَ علينا فُلانٌ فامْتَأَقْنا إليه وهو شِبْهُ التّباكي إليه ؛ لطول الغَيبةِ . وقال أبو زيد : مأَقَ الطّعامُ : إذا رخُص وسيأتي في م و ق . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : م ج ن ق .
المَِنجَنيق بكسر الميم وفتحها والمَنْجَنوق قال سيبَوَيْه : هي فَنْعَليل المِيمُ من نفْسِ الكلمة أصْلية ؛ لقولهم في الجمْع : مَجانيق . وفي التّصْغير : مُجَيْنيق ولأنّها لو كانَت زائِدَةً والنّون زائدة لاجْتَمَعت زائِدَتان في أوّل الاسم وهذا لا يَكونُ في الأسْماءِ ولا الصِّفاتِ التي ليست على الأفعال المَزيدة . ولو جُعِلَت النّونُ من نفْسِ الحرْفِ صار الاسم رُباعيّاً والزّياداتُ لا تلْحَق ببَناتِ الأرْبَعة أولاً إلا الأسماءَ الجارِيَة على أفْعالِها نحو مُدَحْرج وقد سَبَق للمصنِّف ذكرُها في ج ل ق . فكان واجِباً عليه التّنْبيه على ذلِك لأجْلِ الاخْتِلاف بين الأئمّة في وزْنِها فتأمّل ذلك . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : م ج ل ق .
المِنْجَلِيق باللاّم نقله الأزهَريّ في رُباعي التّهْذيب عن أبي تُراب لغة في المِنْجَنيق .
م ح ق .
مَحَقَه كمَنَعه يمْحَقُه مَحْقاً : أبْطَله ومَحاهُ حتّى لم يبْقَ منه شيءٌ . وقال ابنُ الأعرابي : المَحْقُ : أن يذهَبَ الشيءُ كُلُّه حتى لا يُرَى منه شَيءٌ . قال الله تعالى : ( ويمْحَقَ الكافِرِين ) أي : يسْتأصِلهم ويُحْبِط أعمالَهم . كمحَّقَه تمْحيقاً للمُبالَغَة . ومنه قراءَةُ عبدِ الله بن الزُبَير Bهما ( يُمَحِّقُ اللهُ الرِّبا ويُرَبِّي الصّدَقات ) من التّمْحيقِ والتّربيَةِ فتمحَّق وامْتَحَق وامّحَق كافْتَعَل أي : انتقَصَ وبَطَل . وقال أبو زيْد : مَحَق الله تعالى الشيءَ مَحْقاً : ذهَب ببَركَتِه وخيْرِه ورَيْعِه كأمْحَقَه في لُغيّةٍ رَديئة وأبى الأصمعيُّ إلا مَحَقه . ومن المَحْقِ الخفيِّ النّخْلُ المُتقارِبُ قال ابنُ سيدَه : المَحْقُ : النّخْلُ المُقارَبُ بيْنه في الغَرْس . ومَحَق الحَرُّ الشيءَ مَحْقاً : أحْرَقَه وأهْلَكَه فامْتَحَق . والمَحاقُ مُثلَّثة واقتَصر الصاغانيّ على الضمِّ والكسْرِ كالأزْهَريّ وابنِ سيدَه : آخِرُ الشّهْرِ إذا امَّحَقَ الهِلالُ فلم يُر عن ابنِ سيدَه وأنشد : .
أتَوْني بها قبْلَ المُِحاق بلَيْلَةٍ ... فكانَ مُِحاقاً كُلَّه ذلِك الشّهرُ وأنشد الأزهريُّ : .
يزْدادُ حتّى إذا ما تمّ أعْقَبَه ... كرُّ الجَديدَيْن منه ثمّ يَمَّحِقُ أو ثَلاثُ لَيالٍ من آخِرِه وفيها السِّرارُ : وهو قولُ أبي عُبَيْدٍ وابنِ الأعْرابيّ وإليه مالَ الزّمَخْشَريّ والصاغانيّ . أو أن يَسْتَسِرَّ القَمَر ليْلَتَيْن فلا يُرَى غُدْوَةً ولا عشيّة وهو قولُ ابنِ الأعرابيّ . ومنهم من جعَل لياليَ المُحاق ليلة خمْس وسِتٍّ وسبْعٍ وعشرين ؛ لأنّ القَمَر يطلع وهذا قولُ الأصمعيّ وابنِ شُمَيل وإليه ذَهَب أبو الهَيثَم والمُبَرِّدُ والرِّياشيُّ . قال الأزهري : وهو أصحُّ القَوْلَيْن عِنْدي . وقال ابنُ الأعرابي : سُمِّي به لأنّه طلَع مع الشّمْس فمَحَقَتْه فلم يَرَه أحد . ومن المجاز : نصْلٌ مَحيقٌ كأميرٍ : أي مُرَقَّقٌ مُحَدّدٌ كأنّه مُحِقَ لفَرْطِ رِقّتِه ولُطْفه . وكذلك قرْنٌ مَحيقٌ : إذا دُلِكَ فذَهَب حدُّه ومَلُس . قال المُفضَّلُ النُّكْريّ : .
يُقلِّب صَعْدَةً جرْداءَ فيها ... نَقيعُ السَّمِّ أو قرْنٌ مَحيقُ قال الجوهريّ : فَعيلٌ من مَحَقه . وأما قولُ ابنِ دُريد إنّه مَفْعولٌ فبَعيدٌ كما في الصِّحاح . ويومٌ ماحِقُ الحَرّ : أي شَديدهُ لأنّه يمْحَقُ كلّ شيءٍ ويُحْرِقه . وقال الأصمعيّ : يُقال : جاءَ في ماحِقِ الصّيْفِ أي : في شِدّة حرِّه . قال ساعِدةُ بنُ جُؤَيّة الهُذَلي يصِف الحُمُر : .
ظلّتْ صَوافِنَ بالأرْزانِ صاوِيَةً ... في ماحِقٍ من نَهارِ الصّيْفِ محْتَدِمِ وأمْحَقَ : هلَكَ كمِحاقِ الهِلالِ وهو قولُ أبي عمْرو قال : الإمْحاقُ : أن يهْلِكَ المالُ أو الشّيءُ كمُحاقِ الهِلاث . ومنه قولُ سَبْرةَ بنِ عمْرو الأسَديّ يهجو خالدَ بنَ قَيْس : .
أبوكَ الذي يكوِي أنوفَ عُنوقِهِ ... بأظفاره حتى أنَسّ وأمحَقا